الرئيسية » أخبار محلية » افتتاح المعهد الاول في الشرق الاوسط للتدرج في نقابة المحامين في طرابلس
افتتحت نقابة المحامين في طرابلس معهد التدرّج والتدريب المهني المستمر وهو أول معهد عملي للتدريب المهني المستمر للمتدرجين على صعيد الشرق الأوسط في حضور المحامي عدان الجسر ممثلا النائب سمير الجسر، رئيس هيئة التفتيش القضائي سمير حاطوم، الرئيس

افتتاح المعهد الاول في الشرق الاوسط للتدرج في نقابة المحامين في طرابلس

نقابة المحامين في طرابلس
نقابة المحامين في طرابلس

افتتحت نقابة المحامين في طرابلس معهد التدرّج والتدريب المهني المستمر وهو أول معهد عملي للتدريب المهني المستمر للمتدرجين على صعيد الشرق الأوسط في حضور المحامي عدان الجسر ممثلا النائب سمير الجسر، رئيس هيئة التفتيش القضائي سمير حاطوم، الرئيس الاول لمحاكم الاستئناف عبد اللطيف الحسيني، قاضي التحقيق الاول فايز مطر، قاضي الشرع الشيخ سمير كمال الدين، نقيبي بيروت وطرابلس: رمزي جريج وانطوان عيروت، النقباء السابقين: ميشال خطار، بطرس ضومط، جورج موراني، ميشال اليان وخلدون نجا. والمحامي ناضر كسبار وعدد كبير من المحامين والمتدرجين.

بعد الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ألقى النقيب أنطوان عيروت كلمة أعلن فيها الافتتاح الرسمي “لمعهد التدرج والتدريب المهني المستمر” في نقابة المحامين في طرابلس، وقال: وقد خبرناه لمدة أربعة أشهر من الندوات العملية التي أُقيمت على سبيل التجربة بعد إنشائه بموجب القرار رقم 17 الصادر عن مجلس النقابة بتاريخ 23/4/2009 … وفترة التجربة كانت ناجحة بإمتياز لأول معهد عملي على صعيد الشرق الأوسط.

وتابع: إنَّ التدرج سنّة الحياة، فالناجح من الناس من إعتبر العمر كله تدرجاً في العلم والمعرفة التي يزداد أفقها اتساعاً من خلال ندوات في الممارسة التطبيقية  التي تخلق نوعاً من المنافسة والتفاعل بين المتدرجين، وتُفْسِحُ في المجال لأوسع مشاركة ممكنة من أجل إكتساب أكبر قدر من الخبرات الموضوعة بتصرف الزملاء . وهذا التفاعل نفتقده في المحاضرات العلمية النظرية التي لا تَشُدُّ إلا القليل إليها وإن شَدتهُ فلربع ساعة من الوقت ولمعلومات ستبقى نظرية، وغير مرغوب بها من قبل المتدرجين، الذين لم يكن لهم من هدفٍ في الحضور سوى تسجيل الأعداد المطلوبة من المحاضرات للترفع على الجدول العام. ولقد تنحى جانباً عصر محاضرات التدرج النظرية ودخلنا في عصر التدريب.

ولفت عيروت الى انَّ ما يتلقنه الطلاب في كليات الحقوق هو الجانب النظري للقانون ويأتي المعهد في نقابة المحامين بهدف استكمال هذا العلم ومقاربته مع الخطى العملية اللازمة للمحامي في طريق المحاماة الوعرة وكلُّ ذلك من أجل إكسابه الخبرة بحقوق الموكلين والأخصام ، بحقوق الزملاء والقضاة وما لهم من حرمة عنده وما له من حقوق وإحترام عندهم تلافياً للعثرات التي تعترضه كمحام مبتدىء والعثرات تعترض اليوم كل المحامين وليس المحامين المبتدئين فقط… فاصبروا وصابروا.

وقال: إصبروا لأنَّ الحمل ثقيل وتمسكوا بالمحاماة رسالة ومهنة، إلتزموا بالصدق وبالتقاليد منهاجاً، لأنَّ المطلوب هو المحافظة على البنيان. وإن صبرتم فلا تبتعدوا عن الجُرأة في المطالبةِ بكُلِّ حق آمنتم به وليكن كل واحد منكم حريصاً على هذا البنيان بكل مكوناته. إنتبهوا إلى انَّ المحامي لا يسند السماء برأسه بل عليه أن يطال بعلمه الحقوق حتى لو تبعثرت في غيم السماء. لاحظوا معي إلى أنَّ القاضي هو إنسان إلا أنَّه في الوقت عينه عالم وهو يعلم جيداً أنَّ عليه واجبُ الحفاظ على حقوق الناس وهذا الواجب مستمدٌ من شرف مهنة القضاء. إنتفضوا مع القضاء من أجل شرف المهنتين لردع كل من يحاول تحويلهما إلى تجارة من هنا أو وظيفة من هناك. ولنكن صريحين مع الذات ومع الاخرين ، مع تاريخ مهنتنا وآدابها، إنَّ مهنة العدالة في لبنان لم تَعُدْ كما كانت أيام زمان، فقد سبقنا الكثيرون بسبب الحرب التي عصفت في لبنان حيث خرَّجت بعض الجامعات أجيالاً من العاطلين ومن غير الكفوئين من تجار المهنة.

وسأل عيروت: هل يعقل أيُّها السادة أن يُصارَ إلى إجراء إختبار إنتساب لدراسة فن الرسم في الجامعات مع إحترامي وإعجابي بهذا النوعِ من الفن الذي لا يحتاج  طالبه سوى الموهبة ، وفي المقابل ، هل يجوزُ لكلياتِ الحقوق في لبنان، والتي تتطلب مستوًى عِلْمِياً عالياً أن لا تُجري إختبار دخولٍ بل تبقى منتظرة الراسبين في الإنتساب إلى باقي الكليات.

وتابع: لن نقبلَ بعد اليوم أن نَتركَ الأبوابَ مشرعة لأنَّ مهمتنا هي حمايةَ حقوق الناس والمتقاضين. وهنا أعترف أنَّ مهنتنا في التاريخ تحوَّلت من مهنةِ الأشرافِ إلى مهنةٍ للعيشِ بشرف. إلاَّ أنَّنا لن نسمحَ لأيٍّ كان مهما عَلا شأنُهُ بأن يُحَوَِّّل المهنة عن مسارها التاريخي والطبيعي الشريف فنحن بالمرصاد لِكُلِّ من يساهم بشكلٍ مباشر أو غير مباشر في الإساءة إلى هذه المهنة.

وبالعودة إلى فن اكتساب مهنة المحاماة أكد عيروت أنَّ مهمتنا لن تُلاقي النجاح ما لم نتزودْ بالعلم والمعرفة والخبرة والتدريب المستمر ، وقد قيلَ إنَّ المهنةَ هي اجتهادٌ دائمٌ وعملٌ يومي . وعليه فإنَّهُ من الواجب علينا نحن من دَبَّ الشيبُ في رؤوسنا أن نتسابَقَ مع المتدرجين إلى المشاركة في أعمال المعهد، وأن نتعايَشَ مع ثورةِ المعلومات في عالم الإنترنت في هذه القرية الكونية الصغيرة إذ أنَّه ليس من الجائز بعد اليوم أن نتفرجَ على مكاتبِ المحامين الأوروبيين والأميركيين وكيف يغزونَ هذه  المنطقة. ولَعَلَّ الجيل الشاب منكم ، يُدْركُ أكثر، أنَّ المنافسة العالمية، في ظل إتفاقيات التجارة الدولية، والعولمة، أصبحت تفرض على المحامين في بلادنا نضـالاً شاقاً لكي يستمروا بالوقوف في وجه الإجتياح المنتظر، وهذا لا يتُمّ إلاّ بمزيد من المهنية، وكثير من الترقي، وسعيٍ حثيثٍ لتملك زمامِ المعرفة.

ثوروا على ما تعتقدونَهُ مستحيلاً لأنَّني أُدْرِكُ أنَّكم لا تتهيبون ركوبَ المشقات وتزودوا بالعلم والعمل والمحبة والصدق كي نحافظَ على تدرج الحياة نحو الأسمى، فكلنا متدرِّجون في هذه الحياة وعلى كل واحد من محامينا واجبُ الحفاظ على أعمدةٍ لنا وعلى تُراثٍ جُمِعَ بفعلِ كبارٍ من شمالنا. فحميد معوض ذلك الإهدني العتيق كانت تهتَزُ العدلية لمرافعاته وبديهته الحاضرة وكفاءتِهِ القادرة فاستحق لَقَبَ “نقيب العرب”.

وعدنان الجسر لم يكتَفِ ببناء القصور للعدالة في قلوبِ المتقاضين والقضاة والمحامين بل ضَخَّ الدم في عروق المستشفى الإسلامي.

وسامي ضاهر كان تلك الزيتونة المباركة التي تُوَزِّعُ زيتَها فوق الرمال الطيبة وتُرْخِي بظلالها على أروقة العدلية.

وشوقي دندشي الذي غَضَت جبينُهُ السنون  ولكن القلبَ لم يتجعدْ إذ كان فارساً للعروبة والحق طيِّبَ الجنان.

وسعدالله شعبان الهاديء المتواضع الذي رضخ لقانون التمديد لكنَّه رفض التجديد عندما تمنيت عليه ذلك قائلاً قل لمن أرسلك إنَّ نقابة المحامين في طرابلس تعتمدُ المداورَةَ ولن نتخلى عنها.

أما رينيه غنطوس فهو موسوعَةٌ ثقافيةٌ برداءٍ أسود يذهب إلى المحكمة فيمتلىءُ القوسُ بالفكر وتعبَقُ القاعة بجوٍّ من الكياسة والعدالة.

رحِم الله هؤلاء النقباء لعطاءاتهم النقابية ولتكن دورة المعهد الأولى مناسبة لإحياء ذكراهم في ممارساتنا اليومية لانهم كبارٌ ومن يسيرُ على خُطى الكبار يكون كبيرا ورحِم الله ايضا من سبقهم في الزمن من نقباءٍ وعهدُنا أن نكون لهم أوفياء بإطلاق دوراتٍ سنويةٍ للمعهدِ بأسمائهم.

ألقد تَكَرَّمَ في هذه الدورة من يحمِلُ اسمَ المرحوم عدنان الجسر، حفيده الأستاذ عدنان سمير الجسر، ومن يتابِعُ مسيرةَ المرحوم حميد معوض نجله المحامي يوسف حميد معوض ومن نهِلت من مَعينِ معرفة المرحوم سعدالله شعبان  المحامية دوللي فرح شعبان ، تَكَرَّموا بمنحِ ثلاثِ هباتٍ ماليةٍ إلى ثلاثةِ متفوقين في المعهد وليَعمل كُلُّ واحِدٍ منكم بشرفِ المنافسة لإكتسابِ لقب طليع الدورة باسم أحد هؤلاء النقباء الكبار .

وبالمناسبة أتوجه بالشكر إلى كُلِّ من ساهَمَ في إنجاح هذا الافتتاح وبخاصة الزملاء في اللجنة الإجتماعية الذين يبرهنون في كُلِّ مناسبة انهم يملكونَ الكفاءة والمحبة لنقابتهم .

أشكُرُ كُلَّ من ينتقدنا اليوم على اهتمامٍ لنا بالمتدرجين وبالمعهد وأقول لهم كلنا زائلون أمَّا المعهد في نقابة المحامين في طرابلس فهو باقٍ بقاء المهنة.

أشكُرُ أعضاء اللجنة وهم على التوالي المحامون: الدكتور نبيل الفاضل رعد، طوني تاجر، محمد حافظة، سهير درباس، الدكتور بطرس رزق، احمد طالب، دوللي فرح وماري تراز القوال.

ثم تحدثت مديرة المعهد المحامية دوللي فرح عن الجهود التي تُوِّجَت بالنجاح لانشاء المعهد الهادف الى تأمين التدريب العملي للمتدرجين وتأهيلهم وتحضيرهم للترفع على الجدول العام، بغية إطلاقهم الى الحياة العملية وكلهم ثقة بالنجاح.

وقالت: في الجامعة تلقيتم دراسة الحقوق، هنا سوف تتدربون عملياً على كيفية تطبيق القانون، وتضحون محامين، رجالات قانون. وســوف نكون إلى جانبكم لتتلقوا مهارة وكياسة المحامي، لتعيشوا القسم الذي إلتزمتم به: “أقسمُ بالله العظيم وبشرفي أن أحافظَ على سر مهنتي، وأن أقومَ بأعمالها بأمانة، وأن أحافظَ على آدابها وتقاليدها ، وأن أتقيَّدَ بقوانينها وأنظمتها، وأن لا أقول أو أنشر، مترافعــاً كنتُ أو مستشاراً، ما يخالِفُ الأخلاق والآداب أو ما يُخِلُّ بأمن الدولة، وأن أحترمَ القضاء وأن أتصرفَ في جميع أعمالي تصرفاً يوحي بالثقة والإحترام”.

وأضافت: بأقل من عامين، ومهما كان التخصص الذي سوف تعتمدونه في حياتكم المهنية كمحامين إنَّ موكليكم المستقبليين سوف يلتمسون منكم وجوب حسن الآداء وأفضله.

لهذا سيقوم عدد من المحامين والخبراء المشهود لهم بإجراء عملية تقييم أداء وعمل كل متدرّج، وهذا التقييم سيؤخذ بعين الإعتبار في إمتحان الترفع على الجدول العام ، وسيكون للمتفوقين منحة، تَتَمَثَّل بتسديد رسم الترفع على الإستئناف.

وعن عرابي الدورة قالت: ولانَّه سيكون لكل دورة في المستقبل عرابها، ولانَّنا نرغب هذه السنة بإعطاء بُعْدٍ تاريخيٍّ لرسالة المحاماة لانَّها تحوي كافة الصفات والميزات المذكورة في قسم المهنة. لذلـــــك وبصـــورة عفوية تـمَّ هذه السنة إختيار النقباء حميد معوض، عدنان الجسر، سامي ضاهر، شوقي دندشي، سعد الله شعبان ورينيه غنطوس عرابين لهذه الدفعة.
ثم تحدث النقيب جان حرب عن اهمية هذا المعهد الذي يفتتح لتخليد ذكرى نقباء كبار رحلوا، معتبرا “أن المحاماة سلم الى المجد، مجد الكلمة الحرة والفكر الحر، مجد رسالة الدفاع عن الحق والعدالة كي لا يضيع الحق والعدالة وليست هي مهنة تجارة ومتاجرة، فالمحامون هم جنود القانون وحاضنوه ومطبقوه ومفسروه الى جانب القضاة والقضاء حيث هم جناحه الضارب وهي على الدوام رسالة الشرفاء شرفاء القلب والعقل والضمير وليس فقط شرفاء النسب والحسب”.

تهدف الدورة الى تأمين التدريب العملي على مدى ثلاث سنوات للمحامين المتدرجين. وتحضير المحامين المتدرجين للترفع على الجدول العام . وإرساء ثقافة التأهيل المستمرّ لدى المحامين وباقي المهنيين. ومتابعة المحامي المتدرج عملياً في حياته المهنية . ومواكبة التقنيات الحديثة للتدرّج.

ويقوم عدد من المحامين والخبراء المتخصصين والمشهود لهم بالخبرة والمناقبية والكفاءة العلمية من رجال قانون وغيرهم بمتابعة المحامين المتدرجين من خلال المواد التي يقومون بورشات عمل حولها وبتقييم آداء وعمل كُلّ محامِ متدرج.

وعند نهاية السنة الثالثة، تجتمع لجنة المعهد وتقوم بإعداد التقييم النهائي لإداء المحامي المتدرج خلال السنوات الثلاث.

يتــمّ الأخذ بعين الإعتبار هذا التقييم عند إجراء إمتحان الترفع على الجدول العام  كجزء أساسي منه.

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *