الرئيسية » أخبار محلية » الكتب المدرسية القديمة لم يعد لها قيمة معنوية ولا مادية
خرجت فداء من بيتها وهي تحمل كتبها القديمة قاصدة بيعها في سوق المكتبات.. لم تشعر فداء بالوزن الثقيل للكتب، فهاجسها إنحصر بالثمن الذي ستحصل عليه لتتمكن من شراء كتب المرحلة الجديدة التي آلت اليها. توقعت كل شيء الا رفض أصحاب المكتبات شراء كتبها المستعملة لتعود

الكتب المدرسية القديمة لم يعد لها قيمة معنوية ولا مادية

مكتبة
مكتبة

خرجت فداء من بيتها وهي تحمل كتبها القديمة قاصدة بيعها في سوق المكتبات.. لم تشعر فداء بالوزن الثقيل للكتب، فهاجسها إنحصر بالثمن الذي ستحصل عليه لتتمكن من شراء كتب المرحلة الجديدة التي آلت اليها. توقعت كل شيء الا رفض أصحاب المكتبات شراء كتبها المستعملة لتعود من حيث أتت لكن وزن كتبها هذه المرة أرهق تفكيرها “من أين لها المال الكافي لشراء كتب الصف الحادي عشر (قسم أول)، والذي يصل سعرها في المكتبات حوالي 100 ألف ليرة لبنانية”.

الطالبة فداء نموذج من نماذج المجتمع اللبناني الذين يحملون هموم الحياة المدرسية باكراً مع عائلاتهم، عائلات ترزح بهموم العام الدراسي الجديد وفي كل عام أسعار جديدة وكتب جديدة وقرطاسية تفرض قسرا ومتطلبات مدرسية تبدأ عند افتتاح الموسم المدرسي ولا تنتهي.

 المواطنون اليوم باتوا غير معنيين بالحكومة.. تشكلت أم لم تتشكل.. ولا همهم الاستشارات النيابية وما آلت اليه.. كلهم في المدرسة همّ واحد.. والهاجس لديهم كتب الاولاد وتأمين مستلزمات العام الجديد.. المدرسة عبء كبير وهمّ أكبر.. في كل الدول بات التعليم مجانيا أما عندنا فلم يزال أعباء وهموم ومطالب لكل ادارة مدرسة اسلوبها في جمع المال وتكديس الاموال لخزينة المدرسة..

بالامس كانت الاسواق مكتظة بالعائلات تشتري ثياب العيد، وما إن انتهت من همّ حتى دخل الهم الجديد ها هي الاسواق مكتظ وتلك المكتبات استنفرت.. جبال من الكتب والقرطاسية والحقائب المدرسية على انواعها وعائلات تستدين من أجل مستقبل اولادها…

أما  رسوم المدارس الخاصة فحدث ولا حرج، هي لا  ترحم كأن التعليم سلعة تجارية في بلد النور والأشعاع… والمناهج تتغير كل عام، فتتبدل الكتب وتلقى القديمة منها في القمامة… ووزراة التربية غائبة عن توحيد الكتاب واعتماد منهاج واحد في جميع المدارس..

عدد كبير من تلامذة المدارس الرسمية  يرفعون الصوت عالياً، لكنه لا يصل إلى آذان المسؤولين.. “لماذا لبنان البلد الوحيد الذي يتحمل فيه الطالب ما لا طاقة له عليه، بينما في كل دول العالم حتى الجوار تتحمل الحكومات كل هذه الأعباء لتخفف من الضغوط النفسية على الطلاب ليستثمر كل طاقاته في سبيل العلم من أجل النهوض بأمته ووطنه..

أما أصحاب المكتبات فهمومهم  متفاوتة منهم من يعتمد على بيع القرطاسية الأنيقة والحقائب الجلدية المزينة بأبهى الصور والبعض الآخريعتمد على بيع كتب المدارس الخاصة والتي تحقق أرباحاً نسبة لأسعارها المرتفعة.

 سمير مبسوط صاحب مكتبة النجمة يعتبر أن هذا العام لم يكن موسمهم خاصة وأن نقابة أصحاب المكتبات لم تعمل على ضبط المدارس الخاصة من ناحية بيع الكتب المدرسية في أروقتها مما ساهم في انخفاض نسبة البيع بعدما شاركتهم المدارس الخاصة بنسبة كبيرة من زبائنهم. ولفت مبسوط الى أنهم يركزون في البيع هذا العام على الزبائن التي تعتبر أن الكتاب بات موضة عصرية، بحيث  يكون الدفتر والقلم والمريول والحقيبة متناسبة مع ألوان الكتب، وهذا كله يتعلق بامكانيات أهل الطالب وأذواقهم..

وأكد مبسوط ان كتب المدارس الخاصة تتغير كل عام بشكل جزئي أي ما بين خمس أو ستة كتب وأن اسعارها تصل الى حدود 150 دولار وان ما يقال أن سعر الكتاب الواحد في المدارس الخاصة يصل الى 600 دولار عارٍ عن الصحة ومبالغ فيه واعتبر أن من يدفع للمدارس أقساط تترواح ما بين 3 أو 4 ملايين لن تقف الكتب عائقاً امامه بل ما نلمسه أن بعض الاهالي يمضون اياماً في شراء لوازم أولادهم لتتطابق مع بعضها ويكون مميزاً بين رفقائه وفي الجهة الأخرى نرى اهالي تحمل كتب اولادها القديمة وتنتقل من مكتبة الى مكتبة تطلب سعرا يساعدها في تخفيف النفقات المدرسية.

واعتبر مبسوط أن المكتبات لم تعد تعتمد على شراء الكتب القديمة، لأن كتب المدارس الخاصة كل عام تتغير، وكتب المدارس الرسمية رخيصة جداً، تبدأ من 20 ألف في صفوف الابتدائي لتصل الى مئة ألف ليرة في البكالوريا، لذلك ارتأى بعض الاهالي اعتماد الكتب الجديدة لأبنائهم على اعتبار أنها تشكل عامل نفسي ايجابي لدى الطالب خاصة وانه لا يتمتع كباقي اترابه الذين يتعلمون في المدارس الخاصة. فأسفرت هذه السياسة الجديدة لدى الأهالي ضرراً كبيرا بفئة كبيرة ممن كانوا يعولون على بيع الكتب.

خالدية الشامي قالت للبناء أنها كانت ترغب بشراء كتب قديمة لأبنائها لكن أولادها رفضوا الأمر، واعتبروا أنه من حقهم التمتع بكتب جديدة أسوة برفقائهم. وتمنت لو أن الحكومة تعمل على منح طلاب المدارس الرسمية الكتب كل عام لتخفف من الأعباء المتراكمة على الأهالي..

سمية حسون قالت: “لو أن دولتنا تريد العلم لأبنائنا ما حملتنا ما نعجز عنه كل عام، نحن الفقراء حلمنا هو تعليم أبناءنا، فاذا كنا نعجز عن تأمين طلباتهم المدرسية فكيف الحال عندما يصلون الى الجامعة، ما العمل..؟؟!!..

الطالب جاد ديري تمنى على المسؤولين الطلب الى المدارس الخاصة اعتماد كتب خفيفة الوزن “فظهري يؤلمني من وزنهم الثقيل”.. 

اما امين الزيلع فتساءل: متى يعود للمدرسة الرسمية وهجها فتصبح هي الاساس وليس المدرسة الخاصة؟ ويضيف: ليت لبنان يقتدي بالدول العربية التي جعلت التعليم لديها مجانيا والزاميا والعائلات لا تحمل الهم والأعباء المدرسية

دموع الاسمر.

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

تعليق واحد

  1. عبد الغنى باله

    ، تحية وسلام وبعد
    انا مواطن جزائرى أريد أقتناء كتاب قديم للكاتب حنا الفاخورى الجديد فى الأنشاء العربى جزء الأول مذا علي فعلهوهل هذا الكتاب متوفر الآن فى لبنان ولكم جزيل الشكر والسلام عليكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *