الرئيسية » أخبار محلية » زيارة السفير السوري الى طرابلس كسرت حاجز الحقد
المرحلة المقبلة: خارطة طريق.. تحالفات جديدة
بدا السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي مرتاحا الى اجواء المأدبة التكريمية التي اقامها مأمون عدرة على شرفه في مدينة طرابلس .. وكان الارتياح باديا على الحضور السياسي والحزبي والاجتماعي والاقتصادي الحاشد في لقاء السفير السفير السوري الذي جاءت زيارته لتفتح عهدا

زيارة السفير السوري الى طرابلس كسرت حاجز الحقد
المرحلة المقبلة: خارطة طريق.. تحالفات جديدة

جهاد نافع

بدا السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي مرتاحا الى اجواء المأدبة التكريمية التي اقامها مأمون عدرة على شرفه في مدينة طرابلس ..

وكان الارتياح باديا على الحضور السياسي والحزبي والاجتماعي والاقتصادي الحاشد في لقاء السفير السفير السوري الذي جاءت زيارته لتفتح عهدا جديدا من الانفتاح المتواصل بين لبنان وسوريا عموما وعهدا جديدا من انفتاح مدينة طرابلس التي استمرت طيلة السنوات الخمس التي مضت ساحة مواقف حادة ومنبر اتهامات بحق سوريا .

في الكوالينتي إن حيث مركز اللقاءات والمقر الذي يتخذه الرئيس سعد الحريري وقيادات تيار المستقبل منبرا في مفاصل سياسية شهدتها المدينة كان اللقاء الحاشد الذي شكل نقلة نوعية لدى فاعليات طرابلس بمختلف اتجاهاتها واطرافها .

وقف السفير السوري علي الى جانب عدرة في حرص شديد عند القاعة لاستقبال الشخصيات والترحيب بهم ولم يشأ الدخول الى القاعة حتى وصول آخر مدعو.

الزيارة الى العاصمة الشمالية بدأها السفير علي من لقاء الرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ،واذا كان اللقاء مع الرئيس كرامي بديهيا بحكم العلاقة الوطيدة معه واللقاء مع الرئيس ميقاتي اشبه بالبديهي رغم ما اعترى علاقة الرئيس ميقاتي بسوريا منذ فترة على خلفية تحالفه مع تيار المستقبل قبيل انفتاح الحريري وزيارته الى دمشق فإن المراقبين توقفوا عند الزيارة الي خص بها الوزير محمد الصفدي بما تحمل من معان تنم عن خيارات جديدة للصفدي بدأت معالمها تتضح أكثر منذ الانتخابات النيابية الفرعية في قضاء المنيه- الضنيه وبعد السجال الحاد بين الصفدي وتيار المستقبل الذي جعله يبتعد رويدا عن هذا التحالف مما يرسم معالم المرحلة السياسية المقبلة.

واكثر من ذلك كان الود باديا بين الرئيس كرامي والوزير الصفدي حيث لم يتوقفا طيلة مدة المأدبة عن الوشوشة حيث بدا أن حديثا مطولا كان يأخذ مجراه بينهما .

محاولات عدة جرت للتشويش على الزيارة ،ابرزها البيان الذي اصدره النائب محمد عبد اللطيف كبارة قبيل موعد المأدبة والتي استبقها في شن هجوم عنيف على ما اسماه “الارتماء في ايدي الشقيقة القريبة”.ولم يكتف بذلك بل أعاد شريط الذاكرة الى الوراء وكأن عقارب الساعة لم تتقدم الى الامام ، او كأن الرئيس سعد الحريري لم يقم بزيارات متكررة الى دمشق فبدا خطاب كبارة في موقع المزايد والمتطرف والرافض لخطوات الرئيس الحريري إلا اذا كان في الامر توزيعا للادوار حسب رأي بعض المراقبين السياسيين في الشمال.

فكبارة اندفع الى “التحذير” من “سلوك” أوقع لبنان في “عصر الظلم والقهر والوصاية”ويعيد كبارة احياء “انتفاضة 14 آذار وان لبنان” دفع اثمانا غالية قتلا وتدميرا وتهجيرا واعتقالات واغتيالات” .

مرجع شمالي تساءل عما اذا نسي كبارة ان الرئيس الحريري سيزور قريبا دمشق في اطار التنسيق والتعاون ثم سأل : لمصلحة من هذه المواقف التي تنم عن استمرار سياسة التحريض وتعبئة الشارع الطرابلسي ضد سوريا؟

مراقبون تساءلوا ايضا عما اذا كان هذا الموقف معني به تيار المستقبل الذي قاطع المأدبة ، وبالتالي عما اذا كان موقف كبارة واجهة لخلفية تيار المستقبل الذي بدا انه يعاني من ازدواجية المواقف حيال سوريا خاصة وان نواب طرابلس والشمال قد قاطعوا المأدبة رغم دعوتهم جميعا دون استثناء .

وحده النائب السابق مصباح الاحدب خرق المقاطعة من طرابلس كما خرق النائب السابق نقولا غصن المقاطعة .

كما كان لافتا حضور النائب السابق صالح الخير الذي فاز نجله مؤخرا نائبا بدعم من تيار المستقبل.

مقاطعة المستقبل شملت ايضا مفتي طرابلس الشيخ الشعار بينما حضر رئيس المحاكم الشرعية القاضي الشيخ سمير كمال الدين.

واعتبرت الاوساط ان غياب المفتي الشعار هو التزام بقرار تيار المستقبل غير المعلن بالمقاطعة.

مصادر المستقبل تشير الى أن لا قرار بالمقاطعة او بالمشاركة وان التلبية تركت على عواهنها.لكن مصادر مطلعة رأت أن لهذه المقاطعة اكثر من معنى .

ربما لأن طرابلس ،برأي تيار المستقبل، هي مدينة حريرية الهوى وخزان تيار المستقبل وقاعدته ، وأن من يريد الدخول الى المدينة عليه أن يدخلها من بابها ، وتيار المستقبل هو باب المدينة .

أن الدعوة جاءت من رجل اعمال محسوب على تيار الرئيس كرامي وقريب من النائب السابق احمد حبوس والدخول الى المدينة عبره هو الدخول الخطأ برأي تيار المستقبل .

ثم من شأن هذه الزيارة أن تكسر حاجز الحقد على سوريا وان تنعكس ايجابا على الشارع الطرابلسي الذي قد يتأثر بالانفتاح على سوريا وبالتالي يؤثر على قواعد نواب المستقبل وقوى 14 آذار الشعبية ويسحب السجاد من تحتهم.

والاهم من ذلك الانطباع الايجابي الذي تركته زيارة السفير علي لدى شريحة واسعة من الطرابلسيين وخاصة رجال الاعمال والشخصيات الاقتصادية والفاعليات التي كانت مرتاحة الى وجود الدبلوماسي السوري.

مؤشرات اخرى اثارتها الزيارة ومعها المأدبة :

ان المرحلة المقبلة في طرابلس والشمال ستشهد تحالفات جديدة مغايرة لما مضى.

ان تيار المستقبل يعاني من ازمة داخلية اقله على مستوى الشمال بدا ذلك في مواقف نوابه وقياداته التي جاءت معاكسة لتوجهات الرئيس سعد الحريري ومواقفه.

ان المقاطعة “المستقبلية” اوحت بتراجع “المستقبل”بينما ظهرت قوى المعارضة و8آذار ذات حضور شعبي واسع وفاعل تبدى في الحضور الحاشد والتلبية الشاملة للمأدبة.

مهما يكن فان زيارة السفير السوري كانت من الاهمية بمكان الى درجة انها وضعت طرابلس ومعه الشمال على “سكة العلاقات اللبنانية – السورية المميزة “من جديد وانهى في المدينة زمنا من المواقف الحادة والحاقدة وقد وضع هذه النهاية ورسم خطة الانطلاق في المدينة الوزير الصفدي والى جانبه شخصيات من المدينة ذات حضور فاعل وطبعا للرئيس كرامي فضل إنجاح الزيارة برمتها في حرصه الحضور شخصيا لما في الحضور من دلالات سياسية لا تخفى على أحد.

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *