الرئيسية » تحت الضوء » سقف نهر أبو علي في طرابلس.. أحد مراحل مشروع الارث الثقافي
حين أعلن عن مشروع الارث الثقافي في مدينة طرابلس والذي يتضمن عدة مراحل استهدفت الحفاظ على معالم المدينة المملوكية الثانية في العالم العربي، كان مشروع سقف نهر أبو علي أحد الاهداف الاساسية التي قضت بانشاء سقف ضخم يمتد من جامع البرطاسية وصولا الى دوار النهر

سقف نهر أبو علي في طرابلس.. أحد مراحل مشروع الارث الثقافي

مجسم عن سقف نهر ابو علي
مجسم عن سقف نهر ابو علي

 

 

حين أعلن عن مشروع الارث الثقافي في مدينة طرابلس والذي يتضمن عدة مراحل استهدفت الحفاظ على معالم المدينة المملوكية الثانية في العالم العربي، كان مشروع سقف نهر أبو علي أحد الاهداف الاساسية التي قضت بانشاء سقف ضخم يمتد من جامع البرطاسية وصولا الى دوار النهر..

لا يزال هذا المشروع في طور التنفيذ بعد مرور ثلاث سنوات على انطلاقته ولا تزال ورش العمال قائمة على قدم وساق وقطع مراحل كبيرة من سقف النهر بالباطون المسلح حيث على ضفتيه تقوم محلات الخضار لجهة التبانة ولجهة السويقة المحلات التجارية على مختلف أنواعها.

هذا النهر الذي شكل قبل خميبن عاماً أحد أسباب النكبة الكبرى لسكان المنطقة المحيطة به في فيضان نهر ابو علي الشهير الذي قضى على كثير من المواقع الاثرية كما أدى الى سقوط مئات الضحايا ولا يزال كبار السن من الطرابلسيين يتذكرون ذياك الفيضان المأساوي..

اليوم وبعد وسقفه سيأخذ النهر حيزاً من المعالم الاثرية وبتنفيذ هندسي سيؤدي الى احياء الارث الثقافي في أحد أهم أحياء مدينة طرابلس القديمة في جوار القلعة الصليبية التاريخية.

يتضمن مشروع سقف النهر اقامة ارصفة من نوع البازلت في اعادة للمشهد التاريخي المملوكي الذي اعتمد في عصر المماليك وفوق هذا السقف سيتم نقل عربات الخضار والمحلات المنتشرة بعشوائية على ضفتي النهر ليستقروا فوق السطح المسقوف وبطريقة هندسية منظمة تعيد لمجرى النهر صورته القديمة عدا عما سيؤدي هذا المشروع من تنظيم لحركة السير ذهاباً وايابا والتي تشهد حاليا ازدحاماً خانقاً يتسبب يوميا في الكثير من المشاكل…

ورغم ان هذا المشروع وما سيعكسه من مشهد حضاري فقد كان له معارضوه ما لبثوا ان اقتنعوا بأهمية سقف النهر لاسباب عدة أبرزها: أن مجرى النهر كان وما زال مكبا للنفايات التي تنبعث منها الروائح الكريهة تزكم الانفس عند المارة، اضافة الى عشوائية البسطات والعربات ومحلات بيع ثياب “الباليه” والخضار والاسماك واللحوم على انواعه فيأتي السقف ليخفي هذه المناظر الكريهة وليمنع رمي النفايات وبالتالي ليضع حلاً لازدحام السير الخانق. وبالتالي ينظم السوق ويحافظ على المحيط الاثري بدءاً من القلعة الصليبية الشهيرة وصولا الى جامع البرطاسي وهي معالم يقصدها السواح يوميا من كافة أقطار العالم.


دموع الاسمر

 

شاهد أيضاً

الجماعة الاسلامية ممتعضة من استبعاد مرشحيها في «الشمال ــ2»

دموع الاسمر بات الحديث في المجالس الطرابلسية عن اربع لوائح تصدرت المشهد الانتخابي في دائرة …

تعليق واحد

  1. Dr. El Mourad

    في الحقيقة إن الأسباب التي ذكرتموها والتي دفعت إلى تبني سقف النهر تسمى فالطب معالجة العوارض دون معالجة الأسباب وبالتالي فإنهم بسقف النهر يقضون على أحد أهم جماليات مدينة طرابلس وتحديداً المدينة القديمة التي يمر بها النهر، فلم أرى في اسفاري العديدة مدينة تاريخيةً يثقف نهرها لهكذا أسباب بدلاً من معالجة أسباب العلة من خلال المباشرة بنقل سوق الخضار من جانب المدينة القديمة إلى منطقة بساتين طرابلس الشمالية كما كان مخططاً له وتجميل محيط النهر بزرع أشجار الليمون الطرابلسية وإقامة بعض المطاعم والمقاهي والمنتزهات عل ضفافه وبالتالي تزول معه هذه الأسباب ويظهر جمال طرابلس الفريد بجمعه التراث التاريخي والطبيعة الخلابة بدلاً من فتح الباب لافات جديدة لطرابلس كتحول ما تحت السقف إلى بؤرة للجراثيم والاوساخ ولمرض والأوبئة ومرتعاً للقذارة وربما الرذيلة والإجرام.. ولكن للاسف هناك أسباب مصلحية خاصة تسيطر على المدينة وأشخاص غرباء عن طرابلس يعبثون بإرثها وجمالها..

    ملاحظة: تصحيح تاريخي مهم باكتشاف المحراب الفاطمي في قلعة طرابلس من قبل الدكتور عمر تدمري -مؤرخ طرابلس- ينتفي نعت قلعة طرابلس بالصليبية، وللتأكد الرجاء مراجعة بحث الدكتور تدمري أو زيارته في طرابلس.

    آمل الناشر وشكراً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *