الرئيسية » أخبار محلية » طاولة مستديرة في مركز الصفدي الثقافي بمشاركة باحثين
خلصت الطاولة المستديرة التي تم عقدها في مركز الصفدي الثقافي تحت عنوان "الاتصالات وآثار التهجين اللغوي بين العربية واللغات في إمبراطورية المسلمين"، بتنظيم من معهد "ثرفانتيس" بيروت ودعم من السفارة الإسبانية وبالتعاون مع "مؤسسة الصفدي"، إلى الاستنتاج

طاولة مستديرة في مركز الصفدي الثقافي بمشاركة باحثين

drsخلصت الطاولة المستديرة التي تم عقدها في مركز الصفدي الثقافي تحت عنوان “الاتصالات وآثار التهجين اللغوي بين العربية واللغات في إمبراطورية المسلمين”، بتنظيم من معهد “ثرفانتيس” بيروت ودعم من السفارة الإسبانية وبالتعاون مع “مؤسسة الصفدي”، إلى الاستنتاج “أن اللف من لغة إلى أخرى، بالتوازي مع اللف من ثقافة ودين إلى ثقافة ودين آخر يمكن أن يخلق نوعاً من المقاومة من جانب السكان الأصليين. وأن هذه المقاومة قد تكون أقل أو أكثر تأثيراً ولكن ما هو مؤكد أن السلطات الدينية وأهل التقوى حاولوا دائماً الحفاظ على تقاليدهم وكتبهم في لغتهم الخاصة. هذا الامر صحيح بالنسبة للمسيحيين تحت حكم المسلمين، وأكثر صحة مع المسلمين تحت الحكم المسيحي (بسبب إعجاز القرآن واستحالة ان يصلي المسلم بأي لغة أخرى غير العربية).    اللقاء الذي حضره مدير معهد “ثرفانتيس” في بيروت ادواردو كالفو، ومنسق القطاع التربوي في “مؤسسة الصفدي” د. مصطفى الحلوة، وعدد من المهتمين والباحثين والطلاب، وأداره البروفسور فيليب رواس، يأتي في إطار مشروع أوسع حول التراث اللبناني والمخطوطات العربية الذي تنفذه جمعية عايدة الإسبانية، ضمن فعاليات “بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009”. وقد هدف إلى عرض ومناقشة مسألة التفاعل بين العربية ولغة الشعب الذي خضع للحكم الإسلامي، فضلاً عن التفاعل بين العربية والإسبانية في ظل الحكم المسيحي. وقد شارك في الطاولة المستديرة ثلاثة باحثين كبار من لبنان وإسبانيا.

بدايةً، تحدثت الدكتورة سعاد سليم، أستاذة التاريخ في جامعة البلمند والمتخصصة في حياة الروم في ظل حكم المماليك والعثمانيين، عن اللغة اليونانية المكتوبة بالعربية من خلال عرض للمخطوطات الموجودة في لبلمند. واستعرضت في الجزء الثاني من مداخلتها الكلمات اليونانية المستخدمة في اللغة العربية والتي ترتبط بالملابس والكتب والترانيم الدينية، لتصل في الجزء الثالث إلى “أهمية اللغة اليونانية بوصفها مرجعاً في التنظيم والهوية الثقافية”.

ثم تحدث أستاذ بونتيفسيو انستيتوتو الشرقي في روما، ومؤسس مركز الوثائق والبحوث حول المسيحية والعربية في جامعة القديس يوسف ببيروت، الأب سمير خليل سمير، ففسر كلمة “الكرشونية” أي الكتابة بأي لغة مع بعض الحروف السريانية، وهي المخاوف الأكثر شيوعاً في اللغة العربية، ولكن هناك العديد من اللغات الأخرى غير العربية. وأوضح: “أصل الكلمة غير معروف، وقد صنفناها ضمن الفرضيات”. إلا أنه لفت إلى ضرورة الإجابة على الأسئلة التالية: ما هو وقت ظهور هذه الكتابة ولأي مجتمع؟ ما هو مجال انتشارها؟ ما هي أنواع النصوص التي كتبت وما هي نوعية كتّابها، ولماذا لم تتمكن من حل المشاكل التي تعاني منها السريانية؟

اما الباحثة في المجلس الأعلى الإسباني للبحوث CSIC بمدريد، وهو جزء من المجموعة البحثية “كتب التراث” التابعة لمعهد البحر الأبيض المتوسط والشرق الأدنى واللغات والثقافات، الدكتورة نوريا مارتينز دي كاستيا إحدى أفضل المتخصصين في أدب “الخميادو”، فقد اعتبرت أن “الهدف من هذا التدخل هو لمعالجة مسألة المخطوطات باللغة الإسبانية المنسوخة باللغة العربية”. وقالت: “هذا الامر تم عرضه ضمن الطائفة المسلمة في إسبانيا خلال الفترة الممتدة بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر للمساعدة على الحفاظ على الثقافة والدين”. وختمت: “من هنا، إنهم يحاولون الحفاظ على الكتابة العربية على الرغم من أنهم لا يعرفون اللغة العربية”.

مداخلات واستفسارات

ثم طُرحت عدة أسئلة، بعضها تناول التماس الحاصل بين اللغة العربية واليونانية والسريانية والإسبانية وما نتج عنه من ولادة للغات جديدة مختلطة، الأمر الذي يطرح على التساؤل ما إذا كان يتوجب القضاء على اللغات المهجنة وبالتالي القضاء على الهويات الهجينة؟ كما طرحت تساؤلات اخرى حول الترجمة التي تعتبر الوسيلة الكلاسيكية للاتصال بين اللغات، وهل بالإمكان استخدامها للحفاظ على بعض النصوص الهامة للإبقاء على هوية مجتمعات معينة؟ في حين ربط البعض عملية التهجين الحاصلة بضعف مستوى الثقافة لدى الذين كتبوا في هذا المجال. إذ يبدو أن هذا النوع من النصوص المنسوخة للغات المختلطة يتناولون في غالبيتهم المواضيع الدينية، وبالتالي يرتبط هذا الأمر بالكتّاب بشكل مباشر. فنحن لا نعرف بوجود نصوص غير دينية مكتوبة في هذا النوع، وفي حال وجدت، هل بالإمكان معرفة أصنافها ومواضيعها؟ 

الكشف عن تغيير في اتصال اللغات

ثم طرحت إشكالية حول فرضية أن لا يؤدي الاتصال إلى تغيير، وكيف لنا أن نعرف إذا حدث التغيير وأسبابه، في حين أنه يمكننا التمييز في معظم المخطوطات المكتوبة في الجزء الهجين عن تلك المكتوبة بنفس اليد على الطريقة الكلاسيكية، أي الكتابة العربية باللغة العربية أو باللغة السريانية للسريانية… إلخ.

وختم فيليب رواس: “لقد لاحظنا مؤخراً اهتماماً متزايداً لدى شريحة واسعة من المجتمعات التي تتعايش داخل العالم العربي لفهم هذا الأمر، ونأمل أن نكون قد سلّطنا أضواء جديدة على الاتصال ما بين اللغة العربية واللغات الأخرى، من خلال هذه الطاولة المستديرة”.

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *