الرئيسية » تحت الضوء » مؤتمر عن “العاصفة الشمسية” في نقابة المهندسين – طرابلس
خلال المؤتمر

مؤتمر عن “العاصفة الشمسية” في نقابة المهندسين – طرابلس

 نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس مؤتمرا علميا حول “العاصفة الشمسية المرتقبة وتأثيراتها” في القاعة الزجاجية في المبنى الجديد للنقابة،

خلال المؤتمر

في حضور المهندس عزام سنكري ممثلا الوزير محمد الصفدي ، رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى وحشد من النقباء السابقين وممثلي هيئات المجتمع المدني وعمداء ومدراء واساتذة الجامعات والكليات اللبنانية والخاصة.

بداية، النشيد الوطني، ثم ألقت رئيسة اللجنة العلمية الدكتورة ربى الدالاتي رافعي كلمة أشارت فيها إلى “المعتقدات لدى الشعوب القديمة واعتمادها على علم الفلك لوضع جداول زمنية لمواعيد الفيضانات والأعاصير والجفاف وسوى ذلك، وتنبؤ شعب المايا بحوادث طبيعية عدة حصلت فعلا وتوقعاتهم بالنسبة إلى نهاية العالم سنة 2012 إضافة إلى النبوءة الصينية القديمة بشأن نهاية العالم وما تنبأه عالم رياضيات ياباني شهير باصطفاف كواكب المجموعة الشمسية في خط واحد خلف الشمس في هذه السنة بالذات وما أشار إليه عالم الفلك الفرنسي نوستراداموس حول اضطراب المجموعة الشمسية وما ستسببه من دمار كبير على الأرض في هذا العام.

وقالت:”لا شك أن عالمنا مليء بأسرار وظواهر يكتنفها الغموض، وإن استطاع العلم اليوم أن يسبر بعض أغوار الكون إلا أنه لا يستطيع أن يكتشف ويفهم كل الأسرار، وعلم الفلك فرض نفسه كمادة علمية لها حساباتها وتوقعاتها، ومن هنا اعتمادنا اليوم على معرفة حال الطقس وعلى المراصد الفلكية لمراقبة النجوم والشمس وتحركاتها فأصبح ما كان مبهما في السابق مفهوما في زماننا”.

وختمت:”نحن اليوم نسمع بالعواصف الشمسية ونترقب حدوث عاصفة شمسية لم يسبق لها مثيل، فهل هذه العاصفة مرتبطة بالتنبؤات القديمة؟ وهل فعلا ستؤثر على شبكات الكهرباء والإتصالات والأقمار الإصطناعية والاجهزة الإلكترونية وعلى طبقة الأوزون؟ وهل حصلت العاصفة في شهر آذار المنصرم دون حوادث تذكر أو ما زالت مرتقبة في شهر أيلول أو كانون الأول 2012؟ هذه الأسئلة نضعها في عهدة المحاضرين على أمل أن نلقى الأجوبة الشافية والخروج بتوصيات في هذا المجال “.

ذوق

كما كانت كلمة لنقيب المهندسين الدكتور بشير ذوق ألقاها نائب النقيب المهندس محمد هزيم فقال:” تعاني الكرة الأرضية من غضب الكون وكأن هذه الكرة لا يكفيها التلوث والتصحر والإنحباس الحراري وفتحة الأوزون إلى غير ذلك من الشرور التي يتأذى من آثارها الإنسان، فكثر الحديث أخيرا في وسائل الإعلام عن العاصفة الشمسية المرتقبة ولأن أسبابها ونتائجها مجهولة من غير أهل الإختصاص كون هذا النوع من العواصف مستجدا على طبيعة الحركة الكونية، فقد انتبهت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس إلى ضرورة الإضاءة على هذا الأمر قبل حدوثه عل التعرف إليه من قبل العامة يخفف من وقع المفاجأة إذا ما عصفت الشمس وأعلنت غضبها”.

وسأل:”هل تشكل التكنولوجيا واحدا من أسباب هذا الغضب فيكون الإنسان قد جنى على نفسه كلما تطورت علومه وابتكاراته؟ وهل أن الأذى الذي يحدثه الإنسان في المجال الكوني يغضب الكون فيرتد عليه عواصف تحطم إنجازاته وإبتكاراته؟ أسئلة كثيرة نترك لزملائنا الإختصاصيين الإجابة عنها وإرشادنا إلى الإحتياطات التي يمكن إتخاذها”.

كمالي

ثم ترأس عميد كلية الهندسة في جامعة المنار الدكتور وليد كمالي الجلسة الأولى وتناول الطاقة التي تنتجها الشمس وما تحدثه من موجات كهرومغناطيسية وما تحدثه العواصف الشمسية من انبعاث كميات هائلة من الطاقة على شكل أشعة ما فوق بنفسجية وموجات راديو.

وقال:”نتمتع على سطح الارض بنور ودفء الشمس محميين بمظلات متعددة تحجب المضر وتسمح بالمفيد، وطبقة الجو التي تحيط بنا بما فيها طبقة الأوزون وغيرها تمتص الأشعة الضارة وتبددها أو تحولها إلى حرارة مفيدة، وتتولى الطبقات العليا من الهواء حرق أي نيازك وغبار يتطاير من الكويكبات نتيجة للاحتكاك السريع، وهكذا لا يسقط علينا إلا القليل، أما ما يحمينا من الاشعة السينية والأيونات التي تصلنا من الشمس فهو مجال الأرض المغناطيسي الذي يقوم بإزاحة الايونات الواصلة إلى الغلاف الجوي وتقوم وكالات الفضاء وبشكل متواصل بدراسة هذا المجال المغناطيسي الذي يتبدل ويتموج بإستمرار”.

سعد

وتناول رئيس تحرير مجلة علم وعالم الدكتور مجدي سعد موضوع المؤتمر بعنوان “الشمس إذا غضبت”، فعرض بواسطة أفلام علمية ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن الدينامية في قلب الشمس وتأثيرها على إنتاج ما يسمى بالعواصف الشمسية وعلاقة الشمس مع الحقل المغناطيسي للأرض ومحاولة توقع ما سيحدث على سطح كوكب الأرض في حال تعرضه لعاصفة شبيهة بعاصفة كارينتون الشهيرة التي تعرض لها الكوكب عام 1958 و1989.

كريدي

وحاضر الدكتور غسان كريدي من جامعة سيدة اللويزة حول تأثير العاصفة الشمسية على شبكة الإتصالات، فأشار إلى أن “تأثير العاصفة الشمسية تطال مختلف أنواع شبكات الإتصالات من سلكية ولا سلكية والألياف البصرية ويكون تأثير العاصفة أقوى على الترددات الصغيرة وكلما إرتفع التردد يخف التأثير العاصفي على الشبكات”.

مواس

وترأس الدكتور خالد مواس عضو مكتب الخليوي في وزارة الإتصالات ومنسق فرع المعلومات والإتصالات في جامعة AUL الجلسة الثانية، فأشار إلى أن “العاصفة الشمسية المرتقبة ستؤثر بشكل خاص على الاقمار الإصطناعية والتي تستخدم بشكل خاص في الطيران والبواخر، وستؤدي إلى وقوع أعطال كبيرة في القطاعات الإقتصادية والحياتية، وكما سمعنا من وكالة الناسا وعبر الإنترنت أنه سيكون للعاصفة الشمسية تأثير كهرومغناطيسي على قطاع الإتصالات بصورة خاصة.

وأشار إلى أن “العام 2013 سيشهد إلتقاء دورتين للعاصفة الشمسية تحدث الأولى مرة كل 11 عاما، أما الثانية فتحدث مرة كل 33 سنة، وهذا الإلتقاء يحدث مرة كل 300 سنة وطبعا قبل 300 سنة من اليوم لم يكن هناك من أقمار إصطناعية وأجهزة إتصالات وسوى ذلك لتنقل إلينا تأثيرات ونتائج هذا الإلتقاء، أما اليوم فإننا نترقب هذا الحدث وسط إستخدام لشبكة إتصالات واسعة ومتطورة”.

بيطار

وتحدث مدير مدرسة طرابلس الإنجيلية الدكتور جمال بيطار عن “تأثير العاصفة الشمسية على الاقمار الإصطناعية”، فتناول “التأثير المرتقب للعاصفة الشمسية على الأقمار الإصطناعية الموجودة في الغلاف الجوي للأرض وعلى حياة الإنسان الذي أصبح متعلقا إلى حد بعيد بهذه الأقمار في حياته اليومية سواء في مجال الطيران واستخدام الإنترنت واعتماده على وسائل تقنية وإلكترونية متطورة تتأثر كثيرا بالجزئيات التي تحملها الطاقة الصادرة من الشمس”.

أسوم

وتطرق الأستاذ في الجامعة اللبنانية – كلية العلوم – الفرع الثالث بطرابلس الدكتور عمار أسوم الى تأثير الإشعاعات الشمسية على الأجهزة الإلكترونية وكيفية هذا التأثير ونتائجه، مشيرا إلى مقترحات عدة على الصعيدين الفردي والدولي لاستباق هذه التأثيرات وكيفية التعامل معها”.

ضاهر

وتناول الأستاذ في الجامعة اللبنانية – كلية الهندسة الفرع الأول – طرابلس الدكتور يوسف ضاهر تأثير الحقل الكهرومغناطيسي ومخاطره على الصحة، مركزا على وجوب إصدار تشريعات وتوصيات لحماية الناس عند شراء أي آلات وأجهزة إلكترونية.

وتخلل المؤتمر مأدبة غداء، ثم عقدت جلسة لإعلان توصيات المؤتمر ومنها أن “لا شيء مخيفا لكن يجب الإحتياط والسعي للقيام بحماية ضد العواصف الشمسية وتنمية روح المسؤولية الفردية عند الناس لمساعدة بعضها عند الكوارث وتثقيف الناس وتوعيتها على العاصفة الشمسية وآثارها وكيفية التعامل معها وقيام الدولة بالتنسيق والتواصل الدائم مع المركزية الدولية المعنية لجمع المعلومات الخاصة عن العاصفة (توقيتها، قوتها، مدتها، إستقطابها،إلخ.) وكيفية التعامل معها. وتشكيل خلية أزمة لامركزية خلال فترة العاصفة”.

وأكدت التوصيات أن “لبنان محمي أكثر من الدول الشمالية من العاصفة بسبب موقعه الجغرافي ويجب دراسة إمكانية فصل المحطات الكهربائية وإيقافها خلال فترة العاصفة وقبل وصولها (بعد التأكد من احتمال وقوعها وبناء على معلومات موثوقة تم جمعها) ودراسة إمكانية إستخدام المولدات الخاصة لتعويض التغذية الكهربائية خلال فترة إيقاف المحطات الرسمية. توجيه دعوة للمهندسين بأن يهيئوا الخطط ووسائل إتصالات بديلة والتي تكون أقل تأثيرا مثل تغيير موجات الإرسال وإستخدام ال(fire optique). ودعوة المجلس الوطني للبحوث العلمية الى تشكيل هيئة او لجنة تتألف من أساتذة في الفيزياء من الجامعات اللبنانية، وخبراء الكهرباء والاتصالات والطاقة والوقود والاغذية وخبراء في القطاع الصحي والمصرفي والاعلامي. إقامة تعاون بين المجلس الوطني للبحوث العلمية والاكاديمية اللبنانية للعلوم التي تضم خيرة علماء لبنان في الخارج والعاملين في وكالة الفضاء الاميركية – ناسا امثال الدكتور شارل العشي والدكتور جورج حلو والدكتور ادغار شويري، الاطلاع على ما تم التوصل اليه من توصيات في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا لمواجهة الاثار المتوقعة للعاصفة الشمسية. العمل على اعداد توصيات للدولة اللبنانية والمجتمع المدني في كيفية التعاطي مع آثار العاصفة الشمسية على كل الاصعدة”.

كما طالبت التوصيات ب”تشريع قوانين تتعلق بصحة استخدام الخليوي والإشعاعات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية التي تضر بالصحة وبتشريع قياس الإشعاعات وحماية أسطح البنايات مثل وضع خزانات مياه أو بناء مسابح على الاسطح أو فرش طبقة من النانو كربون أسوة بما يحصل في السويد والدول الأخرى. وطالبت التوصيات ب”الاسراع في التحرك والتنفيذ لأن العاصفة قد تحدث في أي وقت من الآن وحتى العام 2014، ولن يكون متاحا الاتصال بالهيئات العالمية المختصة في حال تسببت العاصفة بانقطاع الاتصالات على كوكب الارض لأسابيع طويلة”.

شاهد أيضاً

الجماعة الاسلامية ممتعضة من استبعاد مرشحيها في «الشمال ــ2»

دموع الاسمر بات الحديث في المجالس الطرابلسية عن اربع لوائح تصدرت المشهد الانتخابي في دائرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *