الرئيسية » أخبار محلية » مؤسسة الصفدي تحتفل باختتام مشروع “أدراج التغيير” في ضهر المغر الممول من الإيطاليين
وسط جو من الفرحة العارمة عبّرت عنها وجوه وكلمات الحاضرين، احتفلت "مؤسسة الصفدي" بالتعاون مع السفارة الإيطالية في لبنان ومكتب التعاون الإيطالي، وبالشراكة مع بلدية طرابلس، بالتغيير الذي أحدثه مشروع نساء

مؤسسة الصفدي تحتفل باختتام مشروع “أدراج التغيير” في ضهر المغر الممول من الإيطاليين

وسط جو من الفرحة العارمة عبّرت عنها وجوه وكلمات الحاضرين، احتفلت “مؤسسة الصفدي” بالتعاون مع السفارة الإيطالية في لبنان ومكتب التعاون الإيطالي، وبالشراكة مع بلدية طرابلس، بالتغيير الذي أحدثه مشروع نساء ورجال وشباب وأطفال منطقة ضهر المغر في القبة وجوارها، والذي حمل عنوان “أدراج التغيير”، شارك فيه إضافة إلى السفير الإيطالي في لبنان غبريال كيكيا، ورئيسة “مؤسسة الصفدي” منى الصفدي، مدير مكتب التعاون الإيطالي فابيو ميللوني، مدير مكتب الشؤون الاجتماعية في الشمال ماجد عيد، رؤساء بلديات طرابلس والميناء والبداوي رشيد جمالي وعبد القادر علم الدين وماجد غمراوي، مديرة القطاع الاجتماعي في مؤسسة الصفدي د. سميرة بغدادي، ممثلون للجمعيات ومؤسسات من المجتمع المدني من بيروت وطرابلس، فاعليات بلدية واجتماعية، اللجان المنبثقة من المشروع، وحشد من أهالي وأطفال المنطقة والجوار.

بعد النشيدين اللبناني والإيطالي، افتتحت المساعدة الاجتماعية في “أكاديمية المرأة” منى بخاري الحفل مرحبة بالحضور، ثم قدمت مديرة المشروع ياسمين كبارة عرضاً مفصلاً عن نشاطاته ومراحله وإنجازاته، معرّفة بأهدافه وأهميته “كونه يشكل حاجة ملحة لأهالي المنطقة والجوار، تبينت من خلال التواصل لسنوات مع هؤلاء الأهالي من خلال مركز “أكاديمية المرأة” الذي تم تأسيسه في ضهر المغر بتمويل من السفارة البريطانية”. ثم عرضت لنتائج المشروع من خلال عرض مصور يظهر الفرق بين حالة الادراج قبل التأهيل وبعدها”، مصورة الحالة الاجتماعية التفاعلية التي خلقها المشروع لدى الاهالي، كما تناولت اللجان المنبثقة عن المشروع: لجنة النساء، لجنة الشباب، لجنة الشرطي البيئي، لجنة الدرج، والذاكرة الجماعية، التي أنتجت كتيباً قيّماً تم توزيعه على الحضور، وهو يروي حكاية أدراج ضهر المغر الأثرية بعنوان “حكاية أدراجنا”.

توصيات الاهالي

وبعد النجاحات التي حققها المشروع بمشاركة أهالي المنطقة، ومساهمته في تعزيز حس المواطنية لديهم، عرضت لجنة الدرج المنبثقة عن المشروع، وعلى طريقتها الخاصة، التوصيات المقترحة من قبل الأهالي بعد الانتهاء من المشروع، والهادفة إلى تحسين المنطقة، من خلال تأهيل باقي الأدراج الأساسية والطرقات الداخلية في منطقة ضهر المغر والسويقة، واستحداث وتأهيل حدائق واماكن ترفيه عامة في المنطقة، وتنفيذ مشروع فرز النفايات، وتطوير مشروع الشرطي البيئي والعمل على جعل منطقة ضهر المغر منطقة بيئية نموذجية،… كما طالبوا باستكمال تأهيل واجهات الأبنية التراثية في المنطقة مع توعية الأهالي على أهمية تراث منطقتهم، وإقامة مشاريع تؤمن فرص عمل للشباب، والحد من عمالة الأطفال، إضافة إلى التخفيف من التسرب المدرسي ودعم التوجيه المدني. وقد أعلن التوصيات مصطفى جراح من لجنة الدرج. وكانت مفاجأة الحفل الختامي، الأغنية المؤثرة التي أعدها وقدمها 12 طفلاً ممن شاركوا في نشاط الذاكرة الجماعية، حيث اصطفوا بانتظام ليغنوا بحماسة وفرح وإحساس صادق عن منطقتهم التي أحبوا ويفتخرون بالانتماء إليها، مستعينين بمواهبهم الشعرية والفنية. وقد لاقت الأغنية إعجاب الجميع الذين صفقوا بشدة. ولم يفت الطفلة الجريئة ثريا نابلسي، إبنة العشر سنوات، وهي التي شاركت في كافة نشاطات المشروع بكل حماسة واندفاع، التحدث عن تجربتها ورفاقها المستفيدين من المشروع، فروت قصتها ورفاقها مع الادراج قبل تأهيلها وبعدها، حيث قالت بعفوية “قبل مشروع أدراج التغيير كانت الأدراج يلّي بتوصّل على بيتي كتير وضعها تعبان، مكسّرة وولا درجة مثل الثانية، حتى مكبّات للنفايات ما كان في. وكنت لاقيها صعبة كثير إني قول لرفقاتي إني من المنطقة لأني كنت استحي يفكروني من يلي عم يلوثوا الدرج، حتى إني كنت قلّن إنو هالمنطقة مش منطقتي…. بس بعد المشروع صاروا الدرجات على نفس المستوى وكمان النظافة على الدرج صارت أحسن  بفضل التوعية يلي انعملت والبراميل يلي انحطت. وصرت فخورة إني قول للكلّ إني من المنطقة، هالمنطقة يلي اجتمعوا سكانها كلهم ليحققوا مطاليبهم ويحسّنوا من شكل منطقتهم”.

كلمة رئيس البلدية

ثم تحدث رئيس البلدية المهندس رشيد جمالي، الذي عبر عن سعادته بالمشاركة في المشروع الذي حمل الكثير من المعاني والدلالات، فهو مشروع استثنائي ومميز، يتوج شراكة واسعة بين جهة مانحة (السفارة الإيطالية ومكتب التعاون)، وجهة منفذة بكفاءة ومناقبية عالية (مؤسسة الصفدي)، والاهم استجابة الأهالي اللافتة وتعاونهم الوثيق، وكلها مرتكزات لنهوض المدينة. واعتبر أن المشروع تغييري ونموذج لمشاريع قادمة في المنطقة، موجهاً الشكر إلى مؤسسة الصفدي التي تحمل قيماً ومفاهيم نهضوية متقدمة جداً، وهي إحدى أكبر المؤسسات التنموية في طرابلس، موجهاً التحية لراعيها الوزير محمد الصفدي. لافتاً إلى أن البلدية قدمت ما استطاعت من تعاون وتسهيلات، وسيتابع المجلس البلدي بهذه الهمة. ولفت جمالي إلى أن ضهر المغر على طريق النهوض، هذه المنطقة المهمشة والتي حرمت من التنمية أصبحت تضج بالحيوية، معتبراً أن إرادة النهوض هي الضرورة الأساسية لأي مشروع. وختم موجهاً التحية إلى السفارة الإيطالية ومكتب التعاون على وعيهم لحجم المشكلات الكبيرة التي تعاني منها طرابلس، وحيا أيضاً وقوف حكومة ايطاليا إلى جانب لبنان عامة وطرابلس على وجه الخصوص.

كلمة رئيسة مؤسسة الصفدي

ولشدة تأثرها، استعاضت رئيسة “مؤسسة الصفدي” السيدة منى الصفدي عن الكلمة المكتوبة، فارتجلت بكلمات لخّصت ما هدفت إليه مع الوزير محمد الصفدي من إنشاء “مؤسسة الصفدي” في طرابلس، حيث قررا منذ عشر سنوات العمل سوية على إحداث تغيير في أوضاع المجتمع الطرابلسي والشمالي، مؤمنين بإرادة هؤلاء على صنع التغيير، والذي نلمسه اليوم من خلال هذا المشروع، الذي اعتبره حقق حلماً كبيراً لدينا بأن يتشارك الأهالي نساء ورجالاً وأطفالاً وشباباً مع مؤسسات المجتمع المدني في الوصول إلى الهدف المنشود، فكانت لهم المشاركة الفاعلة في عملية تأهيل الدرج وتحسينه، مصرين على التشبث بمناطقهم التراثية وبأدراجهم التي كانت وما تزال تشكل صلة الوصل بين أهل المدينة الواحدة، والأهم من ذلك أنه جاء تلبية لحاجة اقترحتها لجان هذه المناطق”. واعتبرت “أن حس المواطنية والانتماء للوطن لدى هؤلاء كان الدافع الأساسي للرغبة الحقيقية في التحسين والتغيي”. ووجهت السيدة الصفدي الشكر إلى جميع اللجان، وإلى المؤسسة إدارة وفريق عمل متجانس “لأنني أعتبرهم يحبون هذه المؤسسة ويبنون مستقبلهم من خلالها”، وختمت: “اتطلع أن تلعب مؤسسة الصفدي دوراً كبيراً في المستقبل لطرابلس وأبنائها. أجدد شكري لسعادة السفير غبريال كيكيا ومكتب التعاون الإيطالي، ولرئيس البلدية على الدعم المتواصل، ولأهالي منطقة ضهر المغر الذين أثبتوا من خلال هذا المشروع كيف يولد الأمل والإبداع من رحم المعاناة. لقد حققنا الكثير من المشاريع الإنمائية، مع عدة شركاء من دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها إيطاليا، وغيرها من الدول، متعاونين مع الأهالي والمستفيدين من تلك المشاريع، بهدف دعم مسيرة النهوض الاقتصادي والاجتماعي بالمجتمع الطرابلسي الذي نؤمن كل الإيمان بقدراته على تحقيق المعجزات. ونتطلع إلى المزيد من المشاريع الإنمائية مع شركائنا الإيطاليين”.

كلمة السفير الإيطالي

بدوره، أبدى السفير الإيطالي غبريال كيكيا تأثره الشديد بما قدمه المشاركون في الحفل، وارتجل بدوره كلمة استهلها بتوجيه التحية إلى العاءلات والأطفال المستفيدين من المشروع، منوهاً بالتعاون الذي حقق النجاح، موجهاً التحية للوزير الصفدي والسيدة منى، لافتاً إلى أن بلاده على استعداد دائم للشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في لبنان في سبيل تحقيق النهوض الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، معتبراً أن ما جمعنا هو هذه “الكيمياء” والرغبة الكبيرة والصادقة في تحسين حياة المجتمع اللبناني، وسوف نكمل هذه المسيرة”. وقال: هذا المشروع لوضع الناس مع بعضهم البعض في إطار من الحوار والتعاون نحو مستقبل أفضل، وقد حققنا ذلك من خلال الفرحة الظاهرة في عيون الأطفال، بعيداً عن الاحتقانات السياسية، يحق لنا أن نحس بتغيير حقيقي من خلال هؤلاء الأطفال”. وختم: دورنا في السفارة الإيطالية ومكتب التعاون هو مواصلة العمل مع كل المؤسسات، والسعي لدعم لبنان وشعبه، وما حدث اليوم إنجاز لا يمكن لمسه بل نحسّه، فهؤلاء الناس يستحقون فرصة الحياة ونعاهدكم التعاون معكم لتحسين بلدكم الجميل”.

وقبل الكوكتيل، أخذت الصور التذكارية مع السفير الإيطالي والسيدة الصفدي وفريق العمل واللجان المشاركة، وسط جو من الفرحة العامرة والامل بادراج اخرى، تحدث التغيير المنشود.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *