الرئيسية » إنتخابات » محور المقاومة في الشمال انتعش انتخابيا بفعل المتغيرات الإقليمية

محور المقاومة في الشمال انتعش انتخابيا بفعل المتغيرات الإقليمية

بقلم جهاد نافع..
يصنف المزاج الشمالي العام بدوائره الثلاث منذ العام 2005 في خانة المزاج ” الازرق” وقوى 14 آذار باستثناء زغرتا التي فازت فيها لائحة المردة في انتخابات 2009 والكورة المعروفة تاريخيا بحضن الحزب السوري القومي الاجتماعي الى حين حصول التقلبات السياسية التي اوصلت نوابا اخصام للقومي برافعة التيار الازرق.
طوال السنوات التي مضت وقع الشمال تحت تأثير الطقس الازرق و14 آذار وباتت الابواب المغلقة في وجه قوى الثامن من آذار التي لم تستطع خرق ذاك الطفس في دورتين متتاليتين..
طرابلس عرفت طيلة السنوات الماضية بمزاجها الازرق وبانها حضن الحريري كما عرفت عكار ايضا بهذا المزاج وهكذا بشري والبترون(التي لم يستطع الوزير باسيل الفوز فيها بدورتين نيابيتين) والكورة التي خسر فيها الحزب القومي وحلفائه امام لائحة المستقبل والقوات اللبنانية بالرغم من مقاربة الاصوات التي كانت بنتيجتها لصالح القوات في الدورة الفرعية نتيجة اصوات المسلمين السنة الذين انصاعوا لرغبة الحريري في التصويت للقوات ..
ماذا بقي من هذا المشهد في انتخابات العام 2018؟؟
حسب ما تلاحظه الاوساط السياسية الشمالية ان 2018 ستكون محطة مفصلية بين مرحلة 14 آذار انقضت،ومرحلة جديدة انخلطت فيها الاوراق وتبدلت تحالفات وتعدلت مواقف ..
تبدو للاوساط السياسية ان محور المقاومة في الشمال انتعش بفعل المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية التي ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية وتترك تداعيات يحسب لها حسابها، وان هذا المحور او فريق 8 آذار، في ظل القانون النسبي الجديد بات اكثر تفاؤلا بحصد عدد من المقاعد بعد خسارة امتدت 13 سنة،وان زمن استعادة المقاعد قد حان وتباشيره لاحت منذ انتخاب الرئيس العماد حليف المقاومة،بل ومنذ أن رشح الرئيس سعد الحريري رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية وما لهذا الترشيح من مؤشرات ودلالات..
لم تعد طرابلس حكرا على المستقبل و14 آذار بعد تنامي تيارات سياسية تقدمت على تيار المستقبل وفي الطليعة تيار الرئيس ميقاتي ثم تيار اللواء اشرف ريفي الذي فرض حيثية شعبية تفوقت على المستقبل وتيار الوزير فيصل كرامي المنتشر بين طرابلس والضنية والمنيه.
ومنذ تطبيق الخطة الامنية انتعشت الحركات الاسلامية المعتدلة بعد تراجع الحركات المتطرفة بفعل الانتصارات التي حققها الجيش اللبناني والمقاومة على المنظمات الارهابية في جرود عرسال.
كل ذلك جعل الساحة الطرابلسية ساحة منافسة جدية بين المستقبل وبقايا 14 آذار وتيارات سياسية معتدلة كتيار الرئيس ميقاتي وتيار فيصل كرامي والاحزاب الاسلامية المعتدلة والجماعة الاسلامية التي لم تحدد حتى الآن خياراتها بين ان تكون الى جانب الحريري او الى جانب الرئيس ميقاتي فيما جمعية المشاريع الاسلامية(الاحباش) اقرب الى فيصل كرامي من اي فريق آخر ويقدر حجمها بحوالي ستة آلآف صوت.
تقول اوساط طرابلسية ان القانون النسبي يتيح لمحور المقاومة الفوز باكثر من مقعد في حال شكل الرئيس ميقاتي لائحته المعروفة بالوسطية والاعتدال اثر تحالفه مع الوزير جان عبيد عن المقعد الماروني والوزير نقولا نحاس عن المقعد الارثوذكسي وخيارات المقاعد الاسلامية السنية متاحة لوجوه فاعلة بالرغم من اعلان الدكتور خلدون الشريف عزوفه عن الترشح مع تجيير اصوات قاعدته الشعبية لصالح الرئيس ميقاتي ،فيما يعكف الوزير فيصل كرامي على دراسة عناصر لائحته بالتنسيق مع الرئيس ميقاتي حيث لا تزال نسبة تشكيل لائحة مستقلة له تتعاون مع لائحة الرئيس ميقاتي خمسين بالمئة بحيث يكون الى جانبه النائب السابق جهاد الصمد والاحباش وهي بمجملها وجوه مقربة من محور المقاومة وباتت تتمتع بحيثية شعبية تؤهلها للفوز.
في المقابل فان لائحة الحريري باتت عناصرها الاولية شبه محسومة ومنها الوزير محمد كبارة والنائب سمير الجسر ومصطفى علوش وانطوان حبيب عن المقعد الارثوذكسي وطوني ماروني عن المقعد الماروني وبسام بدر ونوس عن المقعد العلوي وكاظم الخير عن المنيه وقاسم عبد العزيز عن الضنية..وهذه اللائحة التي ينتجها التحالف الانتخابي بين المستقبل والتيار العوني.
على الساحة العكارية يبدو ان فريق 8 آذار او محور المقاومة قد انتعش بدوره في ظل تراجع تيار المستقبل واتاح القانون النسبي الجديد فرصة واسعة للفوز بمقعدين كحد ادنى لفريق 8 آذار،علما ان التحالف المنتظر بين تيار المستقبل والتيار العوني سيشكل رافعة كلا منهما للآخر لكن لن يستطيع هذا التحالف حصد جميع المقاعد طالما الصوت التفضيلي سيلعب دوره حيث اصوات العلويين بيضة القبان في المعركة ،، دون ان نغفل الدور المنتظر للرئيس عصام فارس الذي سيميل الدفة وهو على مسافة واحدة من جميع التيارات والقوى والاحزاب..
ويبدو ان التحالف بين النائب خالد ضاهر واللواء اشرف ريفي قد بات شبه محسوم في عكار وطرابلس ومن المحتمل استكمال هذا التحالف مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب.
وفي الدائرة الثالثة الكورة البترون زغرتا بشري بات اتجاه المرده التحالف مع الحزب القومي ومع النائب بطرس حرب في البترون ومع النائب السابق جبران طوق ممثلا بنجله وليم في بشري ومن شأن هذا التحالف ايضا أن يحصد عددا من المقاعد خاصة وان لدى فرنجيه وعدا من الرئيس الحريري بمساندته في هذه المعركة إن لم يكن بتجيير اصوات اسلامية فبقبة باط تتيح للسنة خيارات دون الزامهم بلائحة 14 آذار في الكورة وزغرتا ..

الديار

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *