الرئيسية » أخبار محلية » “معاً يسهل العبور” نحو العيش الواحد: رسالة بالصوت والصورة لندى روفايل و”كورال الفيحاء”
في مناسبة أسبوع الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، استضافت كل من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت LAU ومؤسسة الصفدي في "مركز الصفدي الثقافي" بطرابلس، وجامعة القديس يوسف في بيروت USJ،

“معاً يسهل العبور” نحو العيش الواحد: رسالة بالصوت والصورة لندى روفايل و”كورال الفيحاء”

في مناسبة أسبوع الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، استضافت كل من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت LAU ومؤسسة الصفدي في “مركز الصفدي الثقافي” بطرابلس، وجامعة القديس يوسف في بيروت USJ، النشاط المشترك بين شركة “إلكتروشوكس” للإعلامية ندى روفايل وجوقة “كورال الفيحاء” بقيادة المايسترو باركيف تاسلكيان، الهادف إلى إظهار الغنى في التنوع بين فئات المجتمع اللبناني، وكيف أن كل واحد منا لديه المقومات التي تساعد لبنان والعالم، ليكونوا كطبق “تبولة” لذيذ، حرص القيمون على المشروع تذوقه مع الحضور في الحفلات الثلاث.

الحدث في بيروت وطرابلس أرادته ندى روفايل مع كورال الفيحاء رسالة عبور إلى لبنان العيش الواحد، إلى لبنان الإنسان. فكان الافتتاح موحداً في بيروت وطرابلس من خلال النشيد الوطني بأصوات شباب وشابات كورال الفيحاء، والفيلم الوثائقي الذي أعدته وأخرجته ندى روفايل نقل بالعربية مع ترجمة إلى الإنكليزية والفرنسية رسالة مفادها أنه مهما تعددت المجتمعات واختلفت المعتقدات، فهناك عدداً لا يحصى من العناصر والرموز التي تجمعنا وتجعل منا شعباً واحداً. النقاشات مع ندى روفايل تنوعت بين الأمسيات الثلاث، إلا أنها أجمعت على اهمية تكريس العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في كل المناطق اللبنانية، وعلى ضرورة إيصال هذا الفيلم المعبر إلى كافة فئات المجتمع اللبناني، وبالأخص في المدارس بحيث تكون رسالة العيش الواحد جزءاً أساسياً في البرامج التعليمية.

وبالرغم من تنويعها في الأغنيات التي قدمتها في الحفلات الثلاث، فقد أصرت جوقة الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تاسلكيان على توحيد رسالة العيش الواحد فكان الافتتاح بالنشيد الوطني، واختتم بأغنية “زهرة المدائن” التي يعتبرها المايسترو ترنيمة صلاة، ثم قسم جبران تويني الشهير لتوحيد المسلمين والمسيحيين.

أمسية جامعة LAU

أولى الحفلات انطلقت من الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، حيث تنوع الحضور بين أساتذة الجامعة وطلابها وسط حضور حاشد. وكانت كلمة بالمناسبة لنائبة رئيس الجامعة الدكتورة إليز سالم، التي رحبت بالجميع ونوهت بالتعاون القائم مع جميع القيمين على المشروع. ثم كان العرض الوثائقي الذي استحوذ على إعجاب الحضور الذين صفقوا له مطولاً. وتولت جويل صفير من فريق” إلكتروشوكس” الشرح عن مشروع “همزة وصل بين الإسلام والمسيحية”  الذي تضمن إضافة إلى الفيلم الوثائقي، الكتاب الذي جال العالم بصفحاته الـ 700 وصوره عن القرى والبلدات اللبنانية ونصوصه الحوارية من شرائح مختلفة من سكان 1247 قرية، والصور، والتي تشاركت مع ندى روفايل في كتابة النص وإجراء المقابلات من تلك القرى من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى المحاضرات والمعارض والبطاقات البريدية… وتوجهت بالشكر إلى جميع الذين دعموا المشروع والحدث.

ثم قامت مديرة المشروع ندى روفايل بتوضيح فكرة إنتاج الفيلم الوثائقي البعيد كل البعد عن السياسة، وتولت الإجابة على أسئلة الحضور التي تميزت بتنوعها وجديتها، تاركة الساحة لجوقة الفيحاء المشهورة بغناء “الاكابيلا” في برنامج استمر ساعة من الزمن مع أغنيات كلاسكية وتراثية معروفة، تخلله غناء منفرد لكل من معن زكريا، ورامي دندشي ورولا أبو بكر، فكانت أصواتهم صلاة بطريقة خاصة أعجب بها الحضور.

أمسية “مؤسسة الصفدي” في طرابلس

بحماستهم المعهودة، احتشد أبناء طرابلس والشمال للمشاركة في الأمسية الثانية في “مركز الصفدي الثقافي”، حيث امتلأت صالة المسرح بالجمهور الذي فُتحت له قاعة الشمال في الطابق الأول لحضور الحفل من خلال شاشتين كبيرتين وضعتا للمناسبة.

وقد حضرت الحفل كريمة الوزير محمد الصفدي السيدة لارا الصفدي، ورئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى، ورئيس بلدية طرابلس ممثلاً بالمهندس جورج جلاد، ورئيس البلدية السابق م. رشيد جمالي ورجال دين، وقدم له ممثل “مؤسسة الصفدي” الدكتور مصطفى الحلوة الذي أكد في كلمته أن “مؤسسة الصفدي”، متعاونة مع جامعة القديس يوسُف ومع الجامعة اللبنانية الأميركية، إذْ نحتضنُ هذا اللقاء لمناسبة أسبوع الحوار الإسلامي  المسيحي في لبنان، تصدرُ عن اقتناع مؤداهُ أن قدر اللبنانيين الذي خطتهُ الجغرافيا وعمَّدتهُ الديموغرافيا وكرَّسه تاريخ سحيق من العلائق الإنسانية المستمرة، كما دعت إليه الديانتان التوحيديتان:المسيحية والإسلام، إن قدرهم هو العيش الواحد ثم العيشُ الواحد! ولفت إلى “إن هذه الأمسية الرائعة تأتي لتجيب بلغة الحجر، بلغة الورق، وبلغة الموسيقى عن أوضاعنا المتردية التي تكثُرُ فيها الطوائفُ والمذاهبُ ويقلُّ الإيمان. فعسى أن تكون صرخةً مدويَّةً تُعلنُ بالفم الملآن: معاً وبهمزة وصل بين الإسلام والمسيحية يسهلُ العبور، فتنتصر فينا قيمُ الحق والخير والجمال، وهي قيم الإنسان الإنسان”.  ثم عرض الفيلم الوثائقي الذي تضمن في نهايته شهادة من أعضاء كورال الفيحاء المتنوعين في ديانتهم وانتماءاتهم، ليرووا تجربتهم في مشاركة بعضهم البعض في الأفراح والأحزان. وبعد تعريف بالمشروع من جويل صفير، اعتلت ندى روفايل المنصة لتوجه الشكر بداية لمؤسسة الصفدي على هذه الكلمة المؤثرة، ومن ثم لتناقش مع الحضور مضمون الفيلم والغاية منها معرفة عنه بانه يشكل تجربة خاصة لها، عاشتها وعايشتها في كافة مراحل حياتها قبل انتقالها إلى كندا، مركزة على أن الهدف هو الإنسان والإنسانية. وكان تركيز من الحضور على أهمية إيصال هذه الرسالة إلى الخارج أيضاً. ثم قدم الكورال أمسية متميزة متنوعة في مضمونها وأغنياتها وأطرب الجمهور ساعة من الزمن.

… والختام مع أمسية القديس يوسف

النشاط الذي استمر ثلاثة أيام متتالية، عاد إلى بيروت ليؤكد من جديد على رسالة العيش الواحد من خلال مسرح بيار ابو خاطر في جامعة القديس يوسف USJ  حيث حضر عميد معهد الدراسات الإسلامية المسيحية الأب بيار دكاش الذي كانت له كلمة بالمناسبة، عبر من خلالها عن فرحته بأن تكون المناسبة متزامنة مع الإعداد للاحتفال بعيد البشارة ، هذا العيد الوطني الإسلامي المسيحي، ليؤكد أن “العلاقات الإسلاميّة المسيحيّة بفضل لبنان وبفضل مسلمي ومسيحيّي لبنان، ولنقُل في غالبيتهم إن لم يكُن كلُّهم ، انتقلت من مستوى الشكليّات ومن مستوى الحوار الفندقي ومن مستوى النظريّات والجدالات العقائديّة، والنظريّة ، إلى مستوى آخر هو اللقاء على المستوى الروحي ، الإيماني ، الإجتماعي حيث يتعرّف الإنسان إلى أخيه الإنسان في اختلافه وبالتالي عندما يعرف الواحد الآخر ويجهد في أن يتخلّى عن الأفكار القديمة المغلوطة عن الآخر، إذاك يصبح المجال أمام العمل معًا والسير معًا والبناء معًا ، معقولاً ومرغوباً وكدت أقول مفروضًا”. وقال: “وأخيراً كيف نستطيع أن نحتفل بالخامس والعشرين من شهر آذار من دون مشاركة تلك الجوقة التي في أساسها محبّة فن الإنشاد وفي جوهرها لقاءٌ إسلامي مسيحي. جوقة الفيحاء من طرابلس بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان، لك اليوم المكان، لك المنبر، لك الآذان الصاغية، لك عواطفنا تملئينها من قوّة الروح ، لك إيماننا ، إيمان كلّ واحدٍ تقوّينه وتغذّينه ليكون شهادة للسلام والعدالة والفرح ودافعاً لكي نستمرّ في النضال من أجل أن يكون عيد لبنان نداء لتجدُّد كلّ اللبنانيّين وتجدُّد أبناء المعمورة كلّها”.

وكان الحضور فرنكوفونياً بغالبيته، والعديد منهم لا يعرف جوقة الفيحاء وقد أدهشهم ما سمعوه وما اكتشفوه. وفاجأ الكورال الحضور بأغنية عن سوق النورية للخضارلاقت إعجاب الجميع. اما الأسئلة التي تلت عرض الفيلم الوثائقي، فبالرغم من أنها لم تختلف عن غيرها من الأمسيات، إلا أنها تلقت من ندى روفايل رسالة مفادها بأن خسارة أحد مكونات طبق التبولة تفقده مذاقها المميز، وهنا تكمن أهمية التنوع الطائفي الموجود في لبنان ليغني هويته الإنسانية.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *