بقلم د. محمود حمد سليمان
هو العلامة الإمام الشيخ محمد مهدي بن عبدالكريم بن عباس آل شمس الدين، العاملي، والمنتهي نسباً بالشهيد الأول محمد بن مكي، الملقب بشمس الدين، من الأسر التي توطنت جبل عامل من لبنان والعريقة في عروبتها، وتدينها وتمسكها بالفضائل ومكارم الأخلاق.
ولد محمد مهدي عام 1936م. في النجف الأشرف من العراق إذ كان والده مقيماً للدراسة الدينية في الحوزة العلمية. وما إن بلغ الثانية عشرة من عمره حتى كان قد ختم القرآن الكريم على والدته الحاجة زينب، كما تعلم مبادىء النحو والصرف على والده، لينتقل بعدها إلى تلقي أُصول البلاغة والمنطق على كبار مدرسي الحوزة العلمية، ومن أبرز هؤلاء الشاعر عبدالمنعم الفرطوسي.
نتيجة الظروف المعيشية الصعبة ، فقد قرر الوالد عام 1948م . العودة إلى موطنه في جبل عامل تاركاً محمد مهدي في العراق يكابد الفقر والجوع وشظف العيش، ولكن بإرادة صلبة وإصرار عنيد على إكمال دراسته حتى نهاياتها.. يقول هو نفسه عن تلك المرحلة: “كانت أياماً قاسية، وكان الملاذ من كل ذلك الدرس والقراءة، وكان من جملة ما نلوذ به، إذا مللنا الدرس، ديوان شعر، أو كتاب تاريخ، أو قصة موضوعة أو معرَّبة، أو جريدة.. وقلما كنا نحصل على الجريدة لأننا لا نقدر على ثمنها، أو لا نجرؤ على التظاهر باقتنائها، فكانت من قراءات السر .. لأن الجريدة والمجلة كانتا في عرف النجف الصارم آنذاك من الأمــور “العصرية” التي تحمل في ثناياها الكفر والضلال وأفكار الأجانب من دول الغرب الكافر الذي غزانا واستعمرنا وجاء بقوانينه المخالفة للشريعة الاسلامية وفتح مدارسه العصرية ومن هنا كان قلق النجف على عقيدة وتدين تلاميذه”.
في النجف، درس الشيخ محمد مهدي “كفاية الأصول” على الشيخ محمد تقي الأبرواني، و ” اللمعة الدمشقية “على الشيخ محمد تقي الجواهري، وجانباً من تقريرات الشيخ النائيني على الشيخ محمد تقي الفقيه، ورسائل الشيخ الأ نصاري في الأصول العلمية على السيد عبدالرؤوف فضل الله، و”المكاسب” في الفقه للأنصاري أيضاً، ثم تتلمذ على “مستوى الخارج” في الفقه على المرجع الأعلى في حينه السيد محسن الحكيم، وفي الفقه والأصول على المرجع السيد أبي القاسم الخوئي.
وهو إذ بقي في العراق نحو ثلاث وثلاثين سنة متواصلة فقد أمضاها في الدراسة والتدريس، ثم في إدارة شؤون المرجعية في منطقة الفرات الأوسط مُكلَّفاً من المرجع السيد محسن الحكيم، ومتخذاً من مدينة الديوانية مركزاً لعمله.
واللافت في مسيرة شمس الدين أنه ما إن أتمَّ دراسته في النجف وحصل على إجازاته العليا حتى وجد نفسه في خضم التحديات الكبيرة والخطيرة التي واجهت العالم العربي والاسلامي يومذاك. فمن جهة بصمات التغريب الثقافي التي تركها خلفه الاستعمار الإنكليزي ..ومن جهة تيارات الإلحاد والشيوعية التي كانت في أوج زخمها ووهجها.. ومن جهة ثالثة تيارات التطرف الاسلامي وحركاته الحزبية المتعصبة والتكفيرية أيضاً.. وكل ذلك في واقع عربي مفتَّت ومجزَّأ .. ومحاصر بمشاريع ومخططات استعمارية وصهيونية هادفة وفاعلة ومنظمة.
ولهذا فقد كان في بداية نشاطه الفكري عندما أصدر عام 1954م. كتاب: “نظام الحكم والادارة في الاسلام” ثم كتاب: “بين الجاهلية والإسلام” ليكون بذلك من أوائل الفقهاء الشيعة المعاصرين في الوطن العربي الذين عالجوا هذه المسألة بقراءة معاصرة ونظرة تحديثية بعيداً عن الجمود والتقليد.. بالاضافة إلى كتابات أُخرى في مختلف الصحف والمجلات مشتركاً مع بعض العلماء في إنشاء جمعية “منتدى النشر” ومجلة “الأضواء” لتكونا منبرين من أهم منابر العمل الاسلامي في إطلاق فكرة التحديث ولا سيما في مناهج التدريس في الحوزات العلمية لتصبحَ مواكبة لروح العصر بمختلف تطوراته وتعقيداته وتحدياته.. ولقد أردف ذلك بإسهامه في تنظيم الدراسة في الحوزة في أثناء تدريسه بكلية الفقه في النجف الأشرف وتطوير مناهجه لتستجيب لمتطلبات العصر.. رغم المعارضة الشديدة التي جوبه بها من التقليديين معتمداً في مواجهتهم على ثلّة من العلماء المجددين الذين يشاطرونه الرأى والغايات والأهداف..
إننا ومن خلال نشاطاته ومؤلفاته نلمح تصوره الشامل للأمور.. حتى لكأنه رسم خطة متكاملة لمواجهة التحديات القائمة في مختلف المجالات والميادين فأصدر العديد من الدراسات والمؤلفات الهادفة إلى تطوير العقل وتخليصه من الشوائب التي تفشت في الأوساط الشعبية.. وإعادة تكوينه على أسس تحديثية وتنويرية ليصير قادراً على المواجهة والمقاومة لكل ما هو دخيل ومزيَّف.. آخذاً بعين الإعتبار أهمية بناء المؤسسات وحشد الطاقات والإمكانيات ما استطاع إلى ذلك سبيلا.. فلقد أنشأ “المكتبة العامة” في مدينة الديوانية وأكثر من عشرين مسجداً في المدينة ومحيطها، بالإضافة إلى اهتمامه بالخطباء تدريباً وتثقيفاً وتسليحاً بالثقافة الواعية والعلم والموضوعية والمنطق بديلاً عن الخرافات والشعوذات والإجترار للماضي، كما كان سائداً.. ولا سيما في بيئة اجتماعية تحكمت في أوساطها الظروف والتقاليد القبلية والعشائرية الموروثة.
ما إن مرت عدة سنوات على نشاطات وإسهامات العلامة شمس الدين في النجف والديوانية وبغداد، وغيرها.. حتى استطاع تكوين كوادر هامة من العلماء وطلبة العلم رفدوا الحركة الشعبية المعارضة للنظام الملكي القائم بطاقات هائلة وإمكانيات ضخمة في التنظيم والتعبئة والتوعية.. دون أن يكون لهم تنظيم محدد أو حزب سياسي قائم بعينه.. وربما لذلك نجحوا في إشعال تيار شعبي كان مواكباً للقوى السياسية المعارضة وداعماً لها وفي طليعة هذه القوى التيار العروبي الوحدوي بكل أجنحته وفصائله.. حتى إذا كان انقلاب الرابع عشر من تموز عام 1958م. بقيادة الشيوعيين فقد كانت حركة العلماء جاهزة للتصدي والمواجهة، فبرزت إلى العلن.. وانتقلت معها المرجعية من النجف إلى بغداد.. متلاحمة مع التيار العروبي المتفجِّر في سلسلة من النشاطات المتنوعة والمتعددة كإصدار البيانات أو تنظيم المظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات، وتمويل التحركات الشعبية بمختلف الأشكال والأساليب.. إلى أن تمَّ إسقاط نظام عبدالكريم قاسم وقبله إسقاط النظام الملكي وحلف بغداد في عقر داره.
بقي الإمام شمس الدين في العراق إلى العام 1969م. ليعود إلى لبنان ويترأس في العام نفســـــــه “الجمعية الخيرية الثقافية” التي كانت قد تأسست قبل ذلك بثلاث سنوات، ولقد فعَّل دورها وطوَّره حتى أنشأت العديد من المعاهد والمؤسسات الثقافية والتربوية والإجتماعية والإعلامية والفكرية، وغير ذلك من مراكز لرعاية الأيتام والفقراء وإقامة المنتديات وإصدار النشرات الثقافية في مختلف المجالات.. فكان لهذه الجمعية الفضل في تنشئة الكوادر والمثقفين الذين سيكون لهم الدور البارز في ريادة العمل الوطني والاسلامي العام. ثم إنه استمر في بناء المؤسسات الشعبية الفاعلة فأنشـــــأ “المعهد الفني الإسلامي” في الضاحية الجنوبية لبيروت، “فمبرَّة السيدة زينب” للأيتام في بلدة جبشيت الجنوبية، و”معهد الشهيد الأول للدراسات الاسلامية” و”مدرسة الضحى” في بيروت، و”مجمع الغدير التربوي” في البقاع، وصولاً إلى تأسيس “الجامعة الاسلامية” في لبنان والتي تولى فيها تدريس طلاب العلوم الدينية بنفسه، بالإضافة إلى إشرافه على إصدار مجلـــة “الغدير” الفكرية ومجلة “القرار” السياسية الثقافية.
حتى إذا كان العام 1975م. وبعد أن ثبتتْ قدرة الشيخ على بناء المؤسسات في العراق، كما في لبنان، فقد ألحَّ عليه جمهور العلماء الشيعة في لبنان، وفي مقدمتهم الإمام موسى الصدر، ليقبل بمنصب النائب الأول لرئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وعلى أن يولي هذه المؤسسة جلَّ عنايته العلمية والعملية .. ورغم أنه رفض ورشَّح آخرين، فقد انتخبوه لهذا المنصب.. وهو خارج لبنان، عندما كان يتلقى علاجاً طبياً في لندن. فعمل منذ البداية على صياغة توجهات إسلامية وحدوية لدور المجلس وفاعليته في إطار المشروع الوطني التوحيدي الهادف إلى بناء دولة واحدة موحدة لكل اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب والأديان بعد أن رأى الأهواء والعصبيات تعصف بأرجاء لبنان وتنذر بأوخم العواقب والنتائج.. ولذلك فقد انتقل إلى خطوة عملية هامة، كما قلنا، عندما أنشأ الجامعة الاسلامية وأردفها بكلية “الإجتهاد والعلوم الإسلامية” التي بواسطتها يتم تخريج علماء من المسلمين لا تقتصر معرفتهم على الفقه الجعفري، وإنما تكون دراساتهم شاملة لعموم المذاهب الفقهية، ولتكون هذه الكلية معنية بالفقه المقارن وقضايا الوحدة الاسلامية والحوار المسيحي الإسلامي .. تمهيداً لنشوء جيل من المجتهدين العاملين في الحقل الإسلامي العــام، لا على الصعيد المذهبي، وإنما على صعيد الشريعة الإسلامية العامة.. ولتكون أيضاً مهتمة بقضايا الوحدة الإسلامية على قاعدة مشروع إعادة توحيد السُنَّة النبوية: ما ورد منها من طريق أئمة أهل البيت، عليهم السلام، أو ما ورد منها من طريق الصحابة.. ولاستكمال فكرته عملياً فقد عقد اتفاق تعاون بين جامعة الأزهر في القاهرة وبين الجامعة الاسلامية في بيروت وواظب على متابعة المؤتمرات والبحوث التي تصدر عن الأزهر الشريف وفي رحابه.
وإذ أحسَّ الشيخ شمس الدين بخطورة المظالم التي مارسها النظام اللبناني والتباين والتناقضات التي أفرزها بين المناطق اللبنانية والفئات الإجتماعية، فإنه استشرف آفاق الفتنة سيما وأن الأيادي الاستعمارية والصهيونية لم تكن بعيدة عن الواقع اللبناني بكل ما فيه من مناخات طائفية ومذهبية ومناطقية مؤاتية.. وككل العلماء الوحدويين المجاهدين، في مثل هذه الظروف، فقد انكبَّ الإمام على مقاومة الفتنة قبل اندلاعها وعلى مقاومة الحرب الأهلية قبل حدوثها ، فبين العامين 1969 و 1975 م. نهض بمهمة التنبيه والتحذير بالإضافة إلى اقتراح الحلول للمشاكل العميقة والمزمنة التي يعاني منها المجتمع اللبناني وذلك بسلسلة من التوجيهات والإرشادات عبْر محاضراته الأسبوعية ومقالاته المتتابعة في الصحف والمجلات.. كما عبْر مؤلفاته المميزة في مختلف الشؤون الفكرية والسياسية والإجتماعية، فكان منها: “مطارحات في الفكر المادي والفكر الديني” و “العلمانية” و “السلم وقضايا الحرب عند الإمام علي”، وغير ذلك من الدراسات الهادفة إلى اتقاء شر الفتنة، والتمييز بين المعارضة السلمية الديمقراطية والمعارضة المسلحة في مثل تلك الظروف التي كان يمر بها لبنان يومذاك، وما رافقها من تدخلات أجنبية وأوضاع عربية متردية.. قبيل نشوب الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 م.
وإذ نشبت الحرب عندما قام حزب الكتائب بمجزرة “بوسطة عين الرمانة”، كما هو معروف، فقد وجد الشيخ الإمام نفسه في صفوف الخط الوطني العروبي التوحيدي، مع جمهرة من العلماء والمجاهدين الذين رفضوا اندلاعها واتساعها، كما رفضوا الإخراج الذي وُضع لها والذي صوَّرها على أنها صراع بين يمين مؤيَّد بأغلبية مسيحية، ويسار مؤيَّد بأغلبية إسلامية.. وطرح هؤلاء خطاً ثالثاً معتبرين أن الصراع في جوهره بين خطين: خط تقسيمي طائفي إنعزالي مؤيَّد من قوى استعمارية وصهيونية ، وخط وطني توحيدي عروبي موجود في كل الطوائف والمذاهب والمناطق..
ولأن الشيخ شمس الدين كان أحد أعمدة هذا الخط ومن البارزين في مواقعه ونشاطاته فقد هبَّ بسلسلة من النشاطات ولإسهامات الهادفة الى وأد الفتنة وإيقاف تسعير الحرب بمختلف السبل والوسائل.. فشارك في مختلف التحركات، واتصل بكل الأطراف وحاور كل القوى والفعاليات.. حتى لقد أعلن في غير موقف تاريخي أنه “إذا كان نضال الشيعة اللبنانيين لرفع الحرمان عنهم وسعيهم لإقامة الدولة العادلة المتوازن.. إذا كان من شأن ذلك أن يسعِّر الحرب الأهلية في تلك الظروف ، فإن الشيعة يُعلقِّون جميع مطالبهم الخاصة ويقدمون السلم الأهلي والوحدة الداخلية على سائر القضايا..”
إزاء هذه المواقف العنيدة الواعية، فقد استُهدف الشيخ الإمام بحملة إعلامية شعواء شارك فيها اليمين واليسار على حد سواء.. واذ تمَّ اغتيال وتصفية عدد من رموز ومواقع الخط الوطني التوحيدي على أيدي ميليشيات الخطين إياهما، وإذ وصلته معلومات وتهديدات مباشرة ومبطنة.. تستهدفه شخصياً، فقد آثر الإعتكاف لبعض الوقت، في فندق “الألويت” قرب بعلبك، ومعه بضعة شبان يؤمنون بنظرته ومواقفه.. ودون أن يتراجع عن آرائه التي جاءت الأيام لتثبت صحتها وصوابيتها..
أسفرت المرحلة الأولى من الحرب “حرب السنتين” عن تراجع المشروع الانفصالي التقسيمي لصالح وحدة لبنان وعروبته ودخول قوات الردع العربية التي أوقفت الحرب وأفشلت مشروع الإدارات المحلية والذي كان يُعبَّر عنه بالشعار القائل: ” لكل منطقة إدارتها المحلية ولكل طائفة حزبها القائد..” وفي هذه المرحلة تمَّ تغييب الإمام موسى الصدر.. وقامت القوات الاسرائيلية باجتياح جنوب لبنان وأعادت خلط الأوراق من جديد .. واذ تولى الإمام شمس الدين مهام رئاسة المجلس الشيعي الفعلية فقد أطلق شعاره الشهير : ” لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ” في محاولة منه لطمأنة الشارع المسيحي ومحاصرة القوى التقسيمية فيه.. بل لقد أنزل هذه الفكرة في الوثيقة الصادرة عن المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عام 1977م. كما ضمَّنها بيان الثوابت الإسلامية في أيلول 1983م . وجعلها محور الإشكالية التي احتواها كتابه: “لبنان الكيان والدور”. علماً أنه في كل مرة كانت تلوح فيها بوادر انتصار الخط الوطني التوحيدي وتراجع الخط التقسيمي الإنفصالي، كانت إسرائيل تتدخل مباشرة في الشأن اللبناني وتخلق ظروفاً وأوضاعاً سيئة جديدة.. وهو ما حصل في اجتياح عام 1982م. إذ احتلت أكثر من نصف لبنان بما في ذلك العاصمة بيروت.. فكان أن أعلن الإمام شمس الدين “المقاومة المدنية الشاملة” التي كانت بمثابة تمهيد للمقاومة المسلحة، فاضطرت إسرائيل تحت ضغط المقاومة الشعبية إلى التراجع والإنسحاب محتفظةً بما سُمِّيَ “الشريط الحدودي” مع فلسطين المحتلة.. وهنا احتدم الصراع الداخلي من جديد، ولكن هذه المرة، ليس بين اليمين واليسار، ولكن بين الميليشيات الطائفية والمذهبية التي أفرزتها الحرب، والتي كانت تتناحر فيما بينها من جهة، وتتصارع في الوقت نفسه مع القوى التوحيدية العروبية من جهة أخرى.
ولقد وصل هذا الصراع إلى ذروته عندما أُعلن ما سُمِّي في حينه “الاتفاق الثلاثي” بين الميليشيات والذي أُقر في مكتب نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الذي كان يُمسك بالملف اللبناني، وفحواه تسليم الأمن للميليشيات انطلآقاً من العاصمة، مع ما يمكن أن يجره ذلك من أخطار تقسيمية تهدد الكيان الوطني برمته.. وتفتح المجال أمام تحقيق المشروع الصهيوني بتحويل المنطقة إلى دويلات طائفية متناحرة..
في مثل تلك الظروف الصعبة، برز الجهد الكبير والدور الهائل الذي قام به العلامة شمس الدين متلاحماً ومتكاملاً مع كل رموز التيار الوطني التوحيدي وأقطابه الرسميين وفي الحركة الشعبية وقواها التوحيدية المخلصة ومن بين هؤلاء علماء وسياسييون ورجال دين وفكر من أمثال: مفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد، والمجتهد الكبير الدكتور صبحي الصالح، والرئيس رشيد كرامي، والمناضل العروبي كمال شاتيلا، والرئيس سليم الحص، والشيخ حليم تقي الدين، وآخرين كثر يضيق المجال عن ذكرهم جميعاً..
ولقد بلغ الرد الشعبي السلمي ذروته في المقاومة والممانعة في إقامة صلاة عيد الفطر الموحدة في الملعب البلدي ببيروت ، بحضور المفتي حسن خالد والعلامة محمد مهدي شمس الدين ورئيس مجلس القضاء الدرزي الشيخ حليم تقي الدين وغيرهم من مختلف المذاهب الإسلامية، ثم تكرر المشهد نفسه في صلاة عيد الأضحى… ليظهر بعدها بشكل واضح أن الميليشيات في واد.. وأغلبية الشعب اللبناني في واد آخر.. ثم كرَّتْ بعدها سبحة النضالات الشعبية السلمية بأشكال وأساليب عديدة.. وكانت لآراء ومواقف الإمام دويّ هائل وسط هذه المعركة التي استمرت عدة سنوات.. واغتالت فيها الميليشيات عدداً كبيراً من قادة الفكر والرأي كان من بينهم المفتي حسن خالد، والدكتور صبحي الصالح، والشيخ حليم تقي الدين، والصحفي رياض طه، ثم الرئيس رشيد كرامي.. كما أنها نفت قيادات أخرى إلى خارج لبنان.. وجهدت في إسكات كل صوت وحدوي.. ولكن دون جدوى . أما الشيخ شمس الدين فقد حاولوا اغتياله أكثر من مرة دون أن يُفلحوا .. ومارسوا عليه كل أنواع الترغيب والترهيب.. حتى لقد وصل بهم الأمر إلى قصف منزله في الضاحية بالصواريخ في وضح النهار وجرى تهجيره بقرار حزبي.. الأمر الذي كان يزيده ثباتاً وإصراراً على قول كلمة الحق دون أن يخشى في الله لومة لائم.. واضعاً نصب عينيه محاربة الطائفية والمذهبية والانتصار لفكرة الدولة الوطنية المدنية العادلة والمتوازنة.. والتي ظل مثابراً على الثبات عليها حتى حصل اتفاق الطائف عام 1989م. هذا الاتفاق الذي أوقف الحرب وحلَّ الميليشيات بعد أن صار ذلك مطلباً شعبياً عارماً.. ليثبت من خلاله انتصار الإرادة الشعبية على القوى المدجَّجة بكل إمكانيات السلاح والمال والإعلام والنفوذ الخارجي.. وغير ذلك.
وإذ أن أحداً لا يمكنه أن يتجاهل حجم الدور الذي لعبه الإمام شمس الدين في تلك المرحلة، فإنه من المفيد أن نلقي الضوء على بعض آرائه وأفكاره لعلنا نستطيع أن نلامس أهمية تلك الآراء والإجتهادات وما تمتعت به من عمق وجرأة ، قلّ نظيرهما في عصرنا الراهن سياسياً ودينياً وفقهياً..
فعلى الصعيد الفقهي، تبنَّى الإمام مفاهيم وآراء مدرسة النجف العربية ولا سيما منها ما يتعلق بمسألة “ولاية الفقيه” وسواء تلك التي طُُُرحتْ قديماً مع الإمام الكركي أو الإمام المجلسي في مدرسة أصفهان في العهد الصفوي، كما هو معروف ، أو تلك التي طُرحتْ حديثاً في مدرسة قُُُمْ مع الإمام الخميني في عصرنا الراهن.. فهو رفض مفهوم ولاية الفقيه “المطلقة” أو “المستبدة”.. ونادى بالمفهوم الذي طرحه الإمام محمد حسين النائيني النجفي أي بمفهوم “ولاية الأمة على نفسها” الذي يجنح إلى التفتيش عن مساحة مشتركة مع المذاهب الإسلامية الأخرى تمهيداً لوحدة المسلمين، كل المسلمين، في هذا العصر.. كما ووحدتهم المجتمعية والوطنية مع غير المسلمين أيضاً، وفي طليعة هؤلاء المسيحييون العرب..
وتطبيقاً لهذا المفهوم، وبقدر ما كان متحمساً للحوار المسيحي / الإسلامي ومحاولات التقريب بين المذاهب، بقدر ما كان محارباً لفكرة بناء حزب أو تنظيم طائفي أو مذهبي.. يقول في وصاياه موجِّهاً كلامه الى الشيعة ( وهو رئيس مجلسهم الشرعي الأعلى ) كما مر بنا، يقـــــــول: “على الشيعة أن يدمجوا أنفسهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وأن لا يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميزهم عن غيرهم تحت أي ستار من العناوين.. من قبيل إنصافهم ورفع الظلامة عنهم أو من قبيل كونهم أقلية من الأقليات.. ولا يجوز ولا يصح أن يحاولوا، حتى أمام ظلم الأنظمة، أن يقوموا بأنفسهم وحدهم وبمعزل عن قوى أقوامهم بمشاريع خاصة للتقويم والتصحيح.. لأن هذا يعود عليهم بالضرر.. ولا يعود على المجتمع بأي نفع.. وأكرر وصيتي الملحَّة بأن يتجنب الشيعة شعار حقوق الطائفة والمطالبة بحصص في النظام..
وإذ هو يخشى على عروبة العراق ووحدته، فالكلام نفسه تقريباً يوجهه أيضاً لشيعة العراق إذ يقول: “أقول للقوى الشيعية العراقية التي تبحث عن مخرج أنه لا يجوز أن تجد مخرجاً شيعياً.. ولا يجوز أن تبحث عن مخرج لا ينسجم مع توجهات المحيط العربي حول العراق.. ولا يجوز أن تبحث عن مخرج يتهم الشيعة العراقيين بأنهم ملحقون بدولة أخرى”.
أما البديل عن الدويلات الطائفية والمذهبية فيراه الشيخ شمس الدين، في هذا العصر، بقيام الدولة الوطنية اللاطائفية التي وحدها تمنع الفتن والحروب والمؤامرات الهادفة الى زعزعة المجتمعات وتهديد سلامة الكيانات الوطنية ومصيرها.. يقول في إحدى محاضراته : “ليس المطلوب اليوم إظهار تشيُّع الشيعة فهذا ظاهرٌ إلى درجة الوجع.. المطلوب أن يكون الشيعة مندمجين ومقبولين من مجتمعهم بشكل كامل.. ستسمعون إعتراضات كثيرة، ونحن تعوَّدنا عليها.. ولكن اعلمواأن هذا كان خطُّ الأئمة ودينهم وسياستهم.. وهم لم يكونوافي ذلك موالين للأنظمة أو خائفين أو إنهزاميين.. كانت رسالتهم تقتضي هذا النوع من السلوك لأنه ليس المطلوب إحداث فتنة في المجتمع.. بل من المحرَّم إحداث فتنة في المجتمع.. وكما كل الطوائف فالمشروع هو مشروع الدولة الوطنية..
وربما لا تحتاج هذه الآراء إلى تعليقات لتبيان دلالاتها ومراميها، غير أنه من المفيد الإشارة إلى أن الشيخ محمد مهدي يملك رؤية واضحة وعميقة، وهو يواكب العصر الذي نعيش فيه بكل ظروفه المحيطة محليّاً وعربياً ودولياً.. فأطلق صيحاته وتحذيراته بعقلية معاصرة وقراءة معاصرة قلما عهدناها في الخطاب الديني في هذه المرحلة، هذه التحذيرات التي جاءت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.. والتي جاءت بمثابة فتاوى في الفقه السياسي والمجتمعي تستشرف آفاق المستقبل القريب والبعيد ثم تتالت الأيام لتؤكِّد صحة منطلقاتها قياساً على ما حصل ويحصل في العالم العربي والاسلامي في هذه الأيام..
ولم يكن الشيخ شمس الدين جريئاً فقط في اتخاذ المواقف دون حسبان للظروف الصعبة المحيطة به من كل جانب .. وإنما كان أيضاً جريئاً في الوقوف مع نفسه نفسها.. عندما أطلق فكرة “الديمقراطية العددية” ثم تراجع عنها ونقضها إذ وجد أن البعض سيستغلها للولوج منها إلى الفتنة والإنحراف بها عن مسارها وأهدافها المتوخّاة.. ثم، مرة أخرى، عندما اعتبر أن انضمام النواب والوزراء الشيعة إلى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، كان فكرة خاطئة.. ولا مبرر شرعي لها.. وأكثر من ذلك فقد نظر إلى الواقع حوله بعين العالم المتبصِّر والمجاهد المخلص فوجد الإيجابيات في ما اعتبره كثيرون سلبيات وتناقضات لا مناص من عواقبها.. وها هو، في توصياته التي سجَّلها بصوته قبل اسبوعين فقط من وفاته يستكمل نظرته لبناء الدولة المدنية دون أن يُبعد الدين ودوره وأهميته في حياة الشرق العربي وأحلامه وطموحاته في معارك التحرير والحرية والتقدم. يقول في نظرته العميقة للمسيحية وأهميتها في هذا الشرق: “إن من مسؤولية العرب والمسلمين أن يشجعوا كل الوسائل التي تجعل المسيحية في الشرق تستعيد كامل حضورها وفاعليتها ودورها في صنع القرارات وفي تسيير حركة التاريخ ..
وانطلاقاً من هذه الأفكار فهو ما انفكَّ يوجِّه النداء تلو النداء للمسلمين والمسيحيين كــــقولــه: “قلتُ للمسلمين: اخرجوا من كهوف الطائفية إلى رحاب الإسلام.. المذهب شيء والمذهبية شيْ آخر.. المذهب والدين أن تعبد ربك وفق دينك.. أما المذهبية أن تجعل الناس وفق رغباتك ومذهبك.. “ويقول للمسيحيين اللبنانيين: “أيها المسيحييون اللبنانييون: أخرجوا من كهوف الطائفية إلى رحاب المسيحية الواسعة.. واخرجوا جميعاً الى رحاب لبنان”.
وإذ هو يرفض مصطلح “التعددية” ويطرح بديلاً عنه مصطلح “التنوُّع” بالنسبة للواقع اللبناني ، فإنه يعتبر أن الأولوية في هذه المرحلة هي مواجهة المشروع الإسرائيلي، فمواجهة الأخطار الصهيونية والأميركية ضرورة شرعية وأخلاقية ولا يجوز أن تتقدم عليها أية مهمة..
ولعل عمق الأفكار عند الشيخ شمس الدين يتجلى في نظرته إلى المعارضة في لبنان والوطن العربي.. تلك المعارضة التي أراد لها أن تكون فاعلة ومثمرة إذا هي ابتعدت عن الإنزلاق إلى استعمال السلاح في الداخل أي في مواجهة الحكام الظالمين الفاسقين لكي لا تنزلق إلى الفتنة التي هي شر مستطير.. ولذلك دعا إلى معارضة سلمية ديمقراطية في هذه المرحلة.. في حين أنه دعا إلى المقاومة المسلحة والعسكرية وبكل الوسائل المتاحة عندما تكون المواجهة مع الاستعمار الخارجي أو الصهيونية أو إسرائيل.. وكأنه يضع موضع التنفيذ الشعار القائل: “القتال شرف والإقتتال جريمة”. وحيث أن واقع بعض الأنظمة العربية على ما هو عليه فقد كان دقيقاً عندما أصدر دراسة بعنوان: “ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة”. وفيها يطلب من الشعب العربي مقاومة التطبيع مع إسرائيل وعدم الركون للغرب أو التسليم بخططه ونواياه.. كما يطلب من الحكام عدم مصادرة خيارات الأمة في المقاومة والحرب والسلام والمفاوضات.. وغير ذلك.
وإذا كان المجال يضيق، في هذه الدراسة المختصرة، عن رصد كل آراء ومواقف الإمام شمس الدين، فلعله من المفيد الإشارة إلى نقطتين هامتين في هذه الآراء:
الأولى، أنه أفتى بجواز ان تستلم المرأة، في هذا العصر، زمام الأمور في العمل الوطني والاجتماعي العام، وتتبوأ بذلك أعلى المناصب في الدولة ومؤسساتها..
والثانية، أنه دعا الى أن تكون المرجعية، في عصرنا، قائمة على المؤسسة لا على الفرد، لأن المرجع في زماننا مضطر إلى الإستعانة بأصحاب الإختصاص في الكثير من المسائل المستحدثة والطارئة.. وفي الوقت نفسه فإنه دعا إلى ابتعاد المرجعية عن العصبيات من أي نوع كانت.. محذراً من الإستغلال السياسي للدين لأن المرجعية، برأيه، والقيادة الدينية لها مهمة عامة وطنياً وقومياً وفي ساحات الصراع ضدَّ الأعداء.. لذلك لا يتناسب معها أي من حالات الفئوية والحزبية التي تأخذ الدين ومبادئه السامية سبيلاً لتحقيق مصالحها:”إن بعض التكوينات الحزبية السياسية تحاول أن تجعل من نفسها مرجعية دينية لأجل أن تستقوي بالعامل الديني في المشروع السياسي.. وهو أخطر ما يمكن أن يحصل في أي إطار من الأطر.. ولذلك حرَّمنا تحريماً مطلقاً أي تدخل للحزبية السياسية في الشأن الديني، وفي شأن الفتوى، وحرَّمنا تحريماً مطلقاً أن يكون الفقيه أو العالِم الديني أو حتى طالب العلوم الدينية حزبياً، ونعتبر أن الحزبية تتناقض مع المهمة الدينية..
ولقد تكاملت في ذلك نظريته في إقامة “الدولة الوطنية” إذ إنه يدعو، كما رأينا سابقاً، إلى عدم الإنزلاق إلى بناء مؤسسات طائفية أو مذهبية، وبالتالي إلى عدم الإستجابة للمشروع الصهيوني الإستعماري والوقوع في أفخاخه المنصوبة منذ زمن بعيد.. وهو بذلك، لا يهدف إلى إبعاد الدين عن المجتمع، وبالتالي، عن جوهره الحنيف ومقاصده السامية.. ولذلك لا يجوز لعالِم الدين أو مرجع الدين أو طالب علوم الدين أن يكون حزبياً فالحزبي له حزبه.. والعالِم الديني، كما ير، بحسب طبيعة عمله لا يمكن أن يتأطَّر بحزب، وإلا فلن يكون عالِم أمة وسيكون عالِم حزب.. ولأنه يريد لهذا العالِم أن يكون على مسافة واحدة من الجميع لكي ينجح في مهمته التي نذر نفسه لها. فلنسمعه يقول: “الحركات الاسلامية تعتبر نفسها أنها تمثل الدين، والعالِم الديني هو فقيه أو واعظ أو مرشد أو معلم ويقوم بدور تعليمي وتربوي، وفي نطاق المجتمع، له دور توجيهي ولا يقوم بدور سياسي .. كما لا يقوم بدور قيادي ديني في المجال الإسلامي رجل سياسي أو ما يسمى حركات اسلامية..
خلاصة القول، أن الإمام شمس الدين وهو يطلق هذه الأراء والتوجيهات والإرشادات إلى كل الناس بشكل عام وإلى الشيعة بشكل خاص.. فمن البديهي القول أن آراءه وأفكاره واجتهاداته ضرورة ماسة لكل الطوائف والمذاهب والتجمعات والكيانات.. ولا سيما في المجتمعات المتنوعة في فئاتها والتي يريد الإستعمار تحويل تنوعها إلى تناقضات وصراعات نعرف متى تبدأ ولا ندرك متى وأين وكيف ستنتهي؟!
ما يهمنا الإشارة إليه أيضاً هو أن الشيخ شمس الدين مارس مواقفه وقد تلازم عنده القول والعمل.. فظلَّ حتى الرمق الأخير من حياته حركة لا تهدأ ولا تستكين في رفع رايات الوحدة والحرية والجهاد فكان وهو على فراش الموت يكتب ويسجِّل آخر وصاياه ويفضُّ آخر ما في جعبته من حِكَم وعِبَر ودروس.. فلقد أُصيب الإمام بمرض خبيث تمَّ اكتشافه في شهر حزيران عام 2000 م. وقد أُجريتْ له عملية جراحية في شهر تموز ثم نُقل إلى باريس لمتابعة العلاج حتى تماثل للشفاء .. فعاد إلى بيروت غير أنه أُصيب بنكسة صحية مفاجئة.. وما هي إلا أيام حتى فاضت روحه في العاشر من كانون الثاني عام 2001 م. فكان يوم مأتمه يوماً مهيباً من أيام بيروت.. ودُفن بجانب مسجد الإمام الصادق في “المجمع العلمي الثقافي”، عند مستديرة شاتيلا ، بعد أن ترك قبسات ومنارات مضيئة في مختلف الجوانب والمجالات..
آثـــــــاره
ترك الإمام محمد مهدي شمس الدين عدداً كبيراً من المؤلفات منها:
ـ نظام الحكم والإدارة في الإسلام .
ـ ثورة الحسين: ظروفها الاجتماعية وآثارها النفسية .
ـ أنصار الحسين: دراسة عن شهداء ثورة الحسين(ع) .
ـ واقعة كربلاء في الوجدان الشعبي.
ـ عاشوراء: دروس ومحاضرات وخطب.
ـ دراسات في نهج البلاغة. وقد صدرت في أربعة كتب متفاوتة في تاريخها.
ـ بين الجاهلية والإسلام.
ـ مطارحات في الفكر المادي والفكر الديني.
ـ العلمانية . وهل تصلح حلاً لمشاكل لبنان.
ـ الإجتهاد والتجديد في الفقه الاسلامي.
ـ الإجتهاد والتقليد. بحث فقهي إستدلالي مقارن.
ـ جهاد الأمة. أحكام الجهاد في الاسلام.
ـ المقاومة في الخطاب الفقهي السياسي.
ـ التطبيع بين ضرورات الأنظمة وخيارات الأمة.
ـ في الاجتماع السياسي الإسلامي.
ـ التجديد في الفكر الإسلامي .
ـ الإحتكار في الشريعة الاسلامية.
ـ مسائل حرجة في فقه المرأة.
ـ فقه العنف المسلح في الإسلام.
ـ في الإجتماع المدني الإسلامي. أحكام الجوار.
ـ الأمة والدولة والحركة الإسلامية.
ـ لبنان الكيان والدور.
ـ الحوار الإسلامي المسيحي .
ـ الإسلام والغرب .
ـ الوصايا.
وللإمام شمس الدين عدد كبير من التسجيلات والخطب والمؤلفات والمخطوطات ، ومنها:
ـ تفسير الفرآن الكريم على ترتيب النزول.
ـ مفاهيم قرآنية.
ـ ولاية الحاكم الشرعي على الطلاق.
ـ قضايا إسلامية معاصرة.
ـ نحو مشروع جديد لنهضة العالم الإسلامي.
المصادر والمراجع
– السحمراني، أسعد: الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين في أبرز مواقفه الوحدوية.
– شمس الدين، الامام محمد مهدي:
. الأمة والدولة والحركة الاسلامية . منشورات مجلة الغدير، بيروت ، 1994 م .
. التطبيع بين ضرورات الانظمة وخيارات الأمة . المؤسسة الدولية للدراسات ، بيروت، 1997 م .
.العلمانية : المؤسسة الدولية للدراسات. الطبعة 3، بيروت، 1996 م.
. فقه العنف المسلح في الاسلام. المؤسسة الدولية، بيروت، 2001 م .
. لبنان الكيان والدور . منشورات مجلة الغدير، بيروت ، 1994 م.
. نظام الحكم والادارة في الاسلام. الطبعة 7، المؤسسة الدولية ، بيروت، 2000 م .
. الوصايا. دار النهار للنشر، بيروت، 2002 م . – عماد ، عبدالغني : حاكمية الله وسلطان الفقيه. الطبعة الثانية، دار الطليعة،بيروت،2005م. – كوثراني، وجيه: الفقيه والسلطان. الطبعة الثانية، دار الطليعة، بيروت، 2001 م.
– مؤسسة الامام شمس الدين للحوار: الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، العالم المجاهد والفقيه المجدد. مطبعة كركي ، بيروت ، 2004 م.
– موسى، فرح: الشيخ محمد مهدي شمس الدين بين وهج الاسلام وجليد المذاهب.
دراسه موفقه ..وانا ايضا بصدد كتابة رسالة ماجستير عن الامام شمس الدين فمن يرغب بتقديم المساعده لي بهذا الشان .. الاتصال بي على هذا الاميل raneenhatam@yahoo.com