الرئيسية » أخبار محلية » إفتتاح معرض فنّ الكتاب العربي الأول وملتقى الخطاطين العرب
انعقد الملتقى الثالث للخطاطين العرب الذي نظمه مركز العزم الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية والامانة العامة لاتحاد كليات

إفتتاح معرض فنّ الكتاب العربي الأول وملتقى الخطاطين العرب

انعقد الملتقى الثالث للخطاطين العرب الذي نظمه مركز العزم الثقافي بالتعاون مع وزارة الثقافة ومعهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية والامانة العامة لاتحاد كليات الفنون الجميلة في الجامعات العربية ضمن “احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتاب 2009” حيث تم خلاله افتتاح معرض فن الكتاب العربي الاول بحضور الدكتور عبد الاله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي وحشد من الفعاليات الاجتماعية والتربوية وعمداء ومدراء كليات الفنون ومشاركين.

بعد النشيد اللبناني وعزف موسيقي للدكتور إيليا  فرنسيس ألقى عميد كلية الفنون الدكتور هاشم الأيوبي كلمة قال فيها: ان هذا الملتقى الكريم هو صورة للتعاون بين الجامعة اللبنانية ووزارة الثقافة وبلديتي طرابلس والميناء وجمعية العزم والسعادة الاجتماعية وانه صورة للتعاون البناء بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.

وأضاف: للمرة الثالثة يلتقي في طرابلس حفظة التراث وحُماة فنه وجمالهِ، الحاضنون لعصب الحضارة والتاريخ، أعني الخطاطين العرب الذين بجامع العزمِ والمحبّة يلبّون دعوة العزمِ والجامعة لوصل ما انقطع بينهم وبين لبنان بعد سنوات القلق والفجيعة التي عاشها هذا الوطن منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري راعي الثقافة الأول وباقي نهضة لبنان الحديث. ويأتي الخطاطون العرب حاملين إبداعاتِهم وهم يعرفون أن لطرابلس مع الحرف تاريخا ً طويلاً ومشرقا ً وأنّ أهلها يعملون من أجل مدينةٍ للمعرفة، كما قال الرئيس نجيب ميقاتي في افتتاحه لأحد مراكز الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية بدعمٍ من جمعية العزم والسعادة.

ميقاتي

وألقى المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية كلمة قال فيها:

إنّ الكلام على الكتاب وملحقاتِه، بدءا بمادته الفكرية، مرورا بأدوات التدوين المختلفة، وما يستتبعُ ذلك، لمغامرة شائقة، كمن يخوض في غمر عظيم. باختصار شديد، إنه معجزة! كيف للصحراء أن تزهر، وللمفازات أن تتندّى وتخضوضر حنايا إنسانها، إلا بمعجزة فجّرها كتاب هو القرآن الكريم. وبادىءَ ذي بَدء، دوّنت آياته على مواد شتى، كالخشب والعظم وعسب النخيل والحجارة وجلود الحيوانات والكتان والرقّ.

باستعمال الرَقّ، انتقل شكل الكتاب عند المسلمين من الملَف إلى المصحف. ولحفظ هذه الرقوق، كان فنّ التجليد، أو فن التسفير، بلغة المغرب، أو التصحيف كما يقول العراقيّون. وقد استعمل المجلدون، أولا ً، لوحين من الخشب، جمعت بينهما أجزاء القرآن الكريم، ثمّ قام الفنّان العربي بزخرفة اللوحين، وفي ما بعد، غلفهما بالقماش أو الجلد، وفي وقت لاحق ذهّب الأغلاف، ناقلا ً ذلك عن الأقباط، سكان مصر قبل الفتح الإسلامي.

كانت بغداد، في العصر العبّاسي مركزا  للحضارة، ومقرّا  للعلوم والفنون، يتزاحم فيها الأدباء والكتاب والعلماء والمترجمون وأصحاب الفنون والحرف. لقد استغلّ المنصور والمهدي والرشيد هذا الأمر، فأنشأ هذا الأخير مجمعا ً علميا ً زوّده خزانةَ كتب عامرة، سمّاه بيت الحكمة أو دار الحكمة، حيثُ وضعت أو ترجمت مصنفات هائلة في علوم مختلفة نشّطت حركةَ التأليف، وبالتالي فنّ التجليد. لقد نبغ الفنّان العربي في تنفيذ الزخرفة على أغلفة الكتب بطرائق عديدة منها: طريقة الختم، بأشكال وأحجام مختلفة، وطريقة الضغط، وطريقة التثقيب والتطعيم والتطريز بخيوط من الحرير، وطريقة الزخارف المفرّغة، وقد بلغت هذه الأخيرة منتهى الدفّة على أيدي فنّاني مدرسة هراة في إيران. وكان، من بعد، أثر مهم لفنّ التجليد الإسلاميّ في فنّ التجليد الأوروبيّ، من حيث التقنية أو من حيث الزخرفة.

ظاهرة الكتاب العربي، بعد الفتح الإسلامي لأمصار كثيرة في مضارب الرياح الأربع، جعلت شعبا ً بكأمله يتخد من اختزان المعارف سبيلا ً للعيش، فأصبح الكتاب، ناقّل المعارف وموزّعها، صناعةً مزدهرة، إنتشرت بزخم وسرعة في أصقاع الدنيا، من تخوم فرنسةَ حتى حدود الصين، كما صارت المكتبات الفرديّة مقياسا ً للتباهي والتصنيف الاجتماعيِ. فالحسب والنسب الجديدان هما في مقدار الاعتزاء إلى المعرفة من طريق الكتاب.

إن الكلام على موضوعات الكتب واسع جداً، فللإنسان، نصيب وافر يتناول فيه المعارف العقلية، فلسفة ً ومنطقا ً وفكرا ً وفنا ً ورياضيات ولغات، والمعارف الروحيّة ديانات وطوائف ومدارس وطرائق صوفيّة، وللكون نصيبا ، وللطبيعة نصيبا مهما، ولكل من المخلوقات كيلاً، بحثاً واختبارا. وبتعدّد الموضوعات تعدّد المؤلفون وشاع بناء المدارس ومستلزماتها، وارتكز كلّ هذا البناء العقليّ الضخم على صناعة الكتاب وما يدور في فلكه من مفكرّين خلاقين، مطوّرين علوم من سبقهم ومستنبطين كلّ جديد فيها، ومن مترجمين وخطاطين وورّاقين ومجلدين وتجار وهواة، حتى ارتقى الكتاب إلى المرتبة الأولى في عالم جديد، لم ترَ له البشريّة مثيلا.

إنّ تدوين الكتب وما انتهى منها إلينا، لم يكن له ولنا حظ فيه، لولا وجود خطّاطين سهّلوا لهم مهماتهم، ممنّ سبق ذكرهم في هذه العجالة. أمّا الذين وفّروا لهم سبل النجاح فهم علماء اللغة الذين عُهد إليهم بتطوير الخط العربي المأخوذ أصلا ً عن خط النبطيّ، والأنباط عرب تأثرّوا بالحضارة والثقافة الآراميّة، وكانت مدينة البتراء عاصمتهم.

أخيرا أضيف إن صناعة الكتاب قديما، خطا وتجليدا، ارتقت حتى بلغت مرتبة الفنّ، إنطلاقا ً من المبدأ القائل: كل فن صناعة وليست كل صناعة فّنا. أما الخط فبعد تجاوزه مرحلة الصناعة تسامى بجمالية زخرفية، رائعة، تعويضا من الرسم والنحت، والإنسان يتذوّق الجمال بمقدار ما في نفسه منه.

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *