الرئيسية » أخبار محلية » اطلاق مشروع “الباص إن حكى” عشية 13 نيسان
اطلاق مشروع الباص

اطلاق مشروع “الباص إن حكى” عشية 13 نيسان

طلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (مشروع تعزيز السلم الأهلي في لبنان) و”أمم للتوثيق والأبحاث”، بالشراكة مع بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان، مشروع “الباص إن حكى.. رحلات في ذاكرة لبنان واللبنانيين”، عشية الذكرى ال37 لاندلاع شرارة الحرب الاهلية اللبنانية، في اطار السعي لعدم تكرارها، وذلك في “هنغار أمم”- حارة حريك، برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الخارجية عدنان منصور، وحضور النائب السابق صلاح الحركة، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنز، رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان بالوكالة دياغو اسكالونا باتوريل وممثل “أمم” لقمان سليم وشخصيات.

باتوريل
بعد النشيد الوطني، ألقى باتوريل كلمة أشار فيها الى ان الإتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي قررا ان يدعما معا عمل “أمم للتوثيق والأبحاث” المهم والهادف الى جمع تاريخ لبنان وذاكرته والمحافظة عليهما وصونهما ونشرهما”.

وقال: “إننا نؤمن بأن القيمة الرمزية الكبيرة للباص الجديد تشكل رسالة قوية نريد أن ننقلها بصورة مشتركة الى المجتمع اللبناني، تماما كما يمثل باص عين الرمانة الذي تمت مهاجمته قبل 37 عاما، والمعروض هنا في الهنغار في ذاكرة اللبنانيين رمزا للحرب والإنقسام”.

واتكنز
من جهته، قال واتكنز: “يشرفني أن أكون معكم اليوم لإطلاق المبادرة الجديدة “الباص ان حكى” وهي مبادرة خلاقة تسعى الى تقريب وجهات نظر الناس حول قضايا الماضي الصعبة من اجل بناء مستقبل أكثر إشراقا”.

وأضاف: “ان تواجدنا اليوم هنا في هذا المكان ليس صدفة، فمنذ 37 عاما شارك الباص الذي سوف تمرون بجانبه في حدث مريع أطلق شرارة الحرب الأهلية التي تركت أثرا لا يمحى في تاريخ البلاد وفي هوية شعبها”.

وتابع: “يقال ان الوقت يمحو كل الجراح، ولكن هذا لا يأتي من نسيان الماضي ببساطة مهما نوينا، عوضا عن ذلك، فإن المضي قدما يأتي من فهم الماضي، وطرح أسئلة مؤلمة وتقبل الأجوبة الصعبة والعمل معا على كتابة مستقبل جديد يساعد الوقت على جعل هذه العملية ممكنة ولكن الوقت وحده ليس كافيا. لهذا السبب، فقد حولت “أمم” مكتبها الى مركز توثيق عن الحرب الأهلية لتقديم قاعدة للبنانيين لحوار مفتوح حول تاريخهم المشترك، الهدف ليس إلغاء الابعاد المختلفة للموضوع ولكن جمع وتقوية مسارات بناء الذاكرة الجماعية والمصالحة من أجل تخفيف الإختلافات وتشييد الثقة”.

وأكد انه “عبر هذه المبادرة التي نطلقها اليوم، تخرج “أمم” الحوار الى الطريق وتغير بطريقة رمزية الفكرة التي يتمحور حولها الباص القديم المركون في الخارج وتحولها الى وجهة نظر إيجابية يجسدها الباص الجديد”.

وأعلن ان الباص الجديد سيجول لبنان مزودا بأرشيف تاريخ لبنان والحرب الأهلية، وسيقدم لهذه المجتمعات فرصة التفكير في تجربتهم وتجارب غيرهم في الحرب في إطار حوار منظم، وفي هذه الطريقة أعتقد انه يستطيع أن يساهم في تعزيز السلم الأهلي”.

وأكد “ان هذه المبادرة ستدعم ايضا سياسة الحكومة في دمج التربية المدنية في المناهج المدرسية، وذلك في محاولة لتعزيز التسامح والتفاهم المتبادل، داعمين بشدة استراتيجية الحكومة هذه”، وقال: “يتعاون كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأمم والإتحاد الأوروبي على تعزيز تقبل وفهم الآخر عبر قنوات تعليمية غير تقليدية لا تقتصر فقط على الأطفال والشباب”.

وختم شاكرا “أمم” على “عملهم والتزامهم الجاد في هذا العمل المعقد، ولكن الحيوي والمهم. كما أود أن أشكر الإتحاد الأوروبي شريكنا الرئيسي لالتزامه في تعزيز بناء السلام في لبنان وجعل هذا الحفل ممكنا. وأود أن أشكر دولة رئيس مجلس الوزراء على رعايته وقيادته اللذين هما مهمين لنجاح هذه المبادرة”.

سليم
ثم القى ممثل “أمم للتوثيق والأبحاث” لقمان سليم كلمة قال فيها: “بقيت الفكرة طموحا جامحا وحبرا على ورق الى ان أفضى، خريف 2011، نقاشا مستفيضا بين “أمم للتوثيق والأبحاث” من جهة، وبين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإتحاد الأوروبي من جهة أخرى، الى بلورة شراكة، تستطرد على اهتمامات الأولى، وتستجيب لحرص المؤسسة الأممية والاتحاد الأوروبي على تشجيع اللبنانيين واللبنانيات، ولا سيما الأجيال الطالعة، على تدبر ذاكرة بلدهم المثقلة بأوزار الماضي وأعبائه توصلا الى كف يده عن المضي قدما في التحكم بحاضرهم، وفي تأخيرهم عن المستقبل الآمن المستقر الذي ليس منهم من لا يصبو اليه، وانتهى الأمر بأن ترجمت هذه الشراكة عن نفسها بأن مكنت “أمم” من اقتناء باص ومن تحويله الى وحدة جوالة في خدمة أهداف تلك الشراكة”.

وأضاف سليم: “رغم بيان فلسفة الباص وما هو مهيأ ومجهز ليقوم به، لكن عندي بل في نفسي، حاشيتين اثنتين على ما تقدم لا أعدني قلت شيئا إن لم أسقهما: أما الأولى فعرفان جميل للشركاء في هذا المشروع، عرفان جميل بمثابة تذكير، لمن يعنيهم الأمر، ان السعي الى بناء السلام في هذا البلد لا يكون بالمناسبات وبالنوايا الطيبة فقط.
أما الثانية فأقرب الى التحفظ المنهجي منها الى اي شيء آخر: لا أريد أن يفهم عودي على السلم اللبناني الناقص جلدا للذات، فكلي يقين ان الكثيرين من جيران لبنان الأبعدين والأقربين مرشحون للاستفادة من التجربة اللبنانية في طلب السلام المستدام، حتى في حبوها وفي تأتأتها وأكاد أن أقول في إخفاقاتها، ولعل بيت القصيد من هذه التجربة اللبنانية هو الدعوة، بالفعل والكلمة، الى مبادأة الماضي القريب منه والبعيد، بالقراءة مع التسليم سلفا بأن من أسماء القراءة الحسنى الإختلاف في القراءات”.
وفي ختام الحفل جال الحضور على باص عين الرمانة الذي أطلق شرارة الحرب قبل 37 عاما، وتم الكشف عن “نقيض” باص عين الرمانة وهو “الباص ان حكى” الجديد الذي يروي أحداث الحرب الأهلية ويستعيدها.

والباص عبارة عن وحدة ستجول في مختلف المناطق اللبنانية وتضم ارشيف “أمم” عن الحرب الأهلية من يوميات وأحداث ورصد للضحايا والمفقودين والمرتكبين والمشاركين والفاعلين، وهو كنابة عن مكتبة رمزية وأجهزة كومبيوتر محمولة موصولة بأرشيف “أمم”، اضافة الى ماسح ضوئي وأدوات تسجيل سمعية وبصرية. وتم وضع جدول بأنشطة للأطفال والشباب والراشدين، تتناسب مع طبيعة المحطات التي سيزورها الباص.

اطلاق مشروع الباص

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *