الرئيسية » أخبار محلية » الصفدي ودياكونيا وجمعية دار الامل احتفلوا في سجن النساء بتخريج دورات مهنية لنزيلاته
احتفلوا في سجن نساء طرابلس بتخريج دورات مهنية لنزيلاته برعاية مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، احتفلت جمعية "دار الأمل" بالتعاون مع "مؤسسة الصفدي" والمؤسسة الدولية "دياكونيا" السويدية، بتخريج

الصفدي ودياكونيا وجمعية دار الامل احتفلوا في سجن النساء بتخريج دورات مهنية لنزيلاته

برعاية مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، احتفلت جمعية “دار الأمل” بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” والمؤسسة الدولية “دياكونيا” السويدية، بتخريج المتدربات اللاتي نجحن في دورات التدريب المهني للعامين 2009-2010 من خلال برنامج إعادة التأهيل والاندماج الاجتماعي الذي تنفذه “دار الامل” في سجن النساء في طرابلس بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” و”دياكونيا”، وذلك بحضور الرائد مصطفى الايوبي ممثلاً اللواء أشرف ريفي، عقيلة اللواء ريفي المحامية سليمة أديب، رئيس جمعية “دار الأمل” السيد حبيب حاتم وعدة أعضاء من مجلس ادارة الجمعية، مديرة الجمعية هدى قرى، مديرة قطاع التنمية الاجتماعية في “مؤسسة الصفدي” د. سميرة بغدادي، ممثلة دياكونيا السيدة سمر اليسير، ممثل نقيب المحامين في الشمال المحامي سمير الحسن، آمر فصيلة سجون طرابلس الرائد فادي بيطار، مديرة سجن النساء أوديل سعد، ممثلين عن المرشدية العامة للسجون، وجمعيات أهلية ونسائية واجتماعية ومهتمون.

علماً أن تعاون جمعية دار الأمل مع مؤسسة الصفدي ومؤسسة دياكونيا في سجن طرابلس بدأ منذ العام 2008، بهدف تمكين النزيلات وتطوير قدراتهن داخل السجن، والاستفادة من مرحلة وجودهن فيه بأمور إيجابية تندرج في إطار وقايتهن من خطر تكرار الجرم أو الجنحة، من خلال المتابعة الفردية على الصعد النفسية والاجتماعية والصحية والقانونية والعائلية وصولاً إلى متابعة السجينة بعد خروجها من السجن؛ إضافة إلى تنظيم نشاطات ثقافية وترفيهية وحلقات توعية. وقد تم بالتعاون مع “مؤسسة الصفدي” تنفيذ دورتين تعليميتين (دورتا كمبيوتر)، إضافة إلى دورات التدريب المهني (التزيين النسائي، خياطة وتصليح ألبسة، …).

الحفل

بعد النشيد الوطني، وكلمة ترحيب من الأخصائية الاجتماعية في جمعية دار الأمل ناتالي سمعان، افتتحت السيدة هدى قرى الحفل بكلمة نوهت فيها بالتحسينات الحاصلة في السجن منذ سنوات وحتى الآن، سواء لجهة النظافة وأوضاع السجينات، بعد دخول جميعة دار الأمل. ووجهت تحية خاصة إلى مديرة المشاريع في قطاع التنمية الاجتماعية ياسمين كبارة، التي كانت أول مساعدة اجتماعية تخوض تجربة العمل في سجن النساء، بكل جهد وتفان، ليُبنى على نجاحها استكمال العمل من خلال جمعية دار الأمل والتعاون مع “مؤسسة الصفدي” ومؤسسة دياكونيا، فكانت هذه النتائج التي نحتفل بإنجازها اليوم والتي لقيت كل الدعم والمساندة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمسؤولين في السجن الذين أبدوا كل تعاون مع الأخصائيتين منى عيسى ونتالي سمعان. ووجهت الشكر إلى المحامي فهمي كرامي الذي يواكب الجمعية قانونياً.

 

 

 

كلمة جمعية دار الأمل

وبعد عرض مصور عن المشروع قدمته المساعدة الاجتماعية منى عيسى، التي لفتت إلى مشكلة عدم وجود مراكز إيوائية في الشمال لمتابعة السجينات بعد خروجهن من السجن، أضف إلى ذلك الاكتظاظ الذي يعاني منه سجن النساء في طرابلس، إذ زاد عدد السجينات من 442 سجينة في العام 2009، إلى 480 سجينة في العام 2010، تحدث رئيس الجمعية السيد حبيب حاتم الذي أعرب عن سعادته بتوزيع شهادات لعدد من النزيلات في السجن اللاتي استطعن اكتساب مهارات مهنية تساعدهن على الإنتاج داخل السجن وإعادة الانخراط في المجتمع بعد خروجهن، كما سيساعدهن على إبجاد عمل وكسب العيش الكريم، وبالتالي مساعدة عائلتهم واطفالهم عند الحاجة. ثم تحدث بإسهاب عن جمعية دار الأمل ومسيرتها منذ العام 1969 في الحفاظ على حقوق الإنسان ولا سيما الطفل والمرأة، منوهاً بالشراكة القائمة مع “مؤسسة الصفدي” من خلال تأمين الحاجات الأساسية للسجن والسجينات والقيام بدورات تدريبية متعددة، ومع مؤسسة دياكونيا في مشروع إعادة التأهيل والدمج. وختم موجهاً الشكر لكافة الجهات المتعاونة مع الجمعية من وزارات الداخلية والشؤون والعدل، وقوى الأمن الداخلي وإدارة السجن والبلدية ونقابة المحامين … لافتاً إلى أن أي سجين مهما كان سبب دخوله السجن يجب إعطاؤه فرصة أخرى لمستقبل أفضل وإدماجه في المجتمع ليصبح مواطناً صالحاً.

كلمة مؤسسة الصفدي

ممثلة مؤسسة الصفدي السيدة سميرة بغدادي اعتبرت أن هذا المشروع على صغر حجمه كبير جداً بما يجسده من معان إنسانية. فقد التقينا مع دار الأمل على الأهداف القائمة على تحسين نوعية الحياة للفئات الأكثر تهميشاً، وبالأخص المرأة والطفل، أينما وجدوا. وقالت: إن الاندماج الاجتماعي هو قوة ذاتية للإنسان تساعده على الاستمرار مهما كانت الصعاب. لقد عملنا معاً على رفع الظلم وتلاقينا على مقاربة العمل الاجتماعي التنموي من خلال مفهوم التنمية الاجتماعية بأبعادها القائمة على تنمية الذات والتحضير للحياة العملية الاقتصادية وثقافة الإنسان وتطوير معرفته؛ لافتة إلى النقطة الأساس وهي ثقة جمعية دار الامل بمؤسسة الصفدي وإدارتها وفريق عملها. ثم نوهت بقوى الأمن الداخلي التي صارت شريكة في التنمية. أضافت: من هنا يعتبر هذا العمل متعدد الأبعاد نظراً لتعدد الاختصاصات وانضوائها في شراكة كاملة للعمل التنموي. ولفتت إلى نقطة أساسية هي موضوع “الحوكمة الرشيدة”، التي يتشارك فيها القطاع الرسمي مع الأهلي المدني مع القطاع الخاص، إضافة إلى متطوعين باختصاصات متنوعة، آملة أن تكتمل الحوكمة من خلال التوجه بشكل أكبر إلى القطاع الخاص، الذي بإمكانه أن يلعب دوراً أكبر في التنمية، خاصة أن طرابلس تحوي مؤسسات بإمكانها أن تلتزم بقضايا المجتمع. وختمت مجددة الشكر إلى جمعية دار الأمل على الثقة التي أولتها لمؤسسة الصفدي، موجهة التهنئة للخريجات.

كلمة اللواء أشرف ريفي

ثم ألقى الرائد مصطفى الأيوبي كلمة قوى الأمن الداخلي ممثلاً اللواء أشرف ريفي، الذي توجه إلى المؤسسات المتعاونة والتي بفضلها أصبح هذا السجن جميلاً، بعد أن كان بمفهومه التقليدي مؤسسة عقابية تقوم بعزل السجين عن المجتمع. ولفت إلى أن السجون في لبنان تنظيماً وواقعاً بحاجة إلى إعادة نظر شاملة وجذرية نظراً لحالة التردي التي تعانيها في مختلف المجالات (الأبنية، التجهيزات، الإدارة، القانون، الخدمات والحاجات)، لذلك نحن بحاجة إلى بناء سجون جديدة تراعي حقوق الإنسان وتحتوي على مشاغل ومصانع… ولفت إلى الحاجة بالتالي إلى قوانين جديدة في إدارة السجون كاعتماد العقوبات البديلة بدلاً من عقوبة السجن، وإدخال القطاع الخاص في مجال التغذية والطبابة أو حتى المساعدة في بناء سجون جديدة. وقال: إن معالي وزير الداخلية مهتم شخصياً بتحسين أوضاع السجناء في لبنان وقد أرسل لهذه الغاية الدكتور عزام نشابة مع فريق مختص لإجراء مسح وتقييم لجميع السجون للاطلاع على ظروف حياة السجناء وتقديم تصويات ترفع إلى السلطات المحلية والدولية بغية العمل على تحقيقها. كما أن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبالتنسيق مع السلطات القضائية المختصة، فتحت أبواب السجون امام الجمعيات والمؤسسات المحلية والدولية للمساعدة في تحسين الأوضاع المعيشية الصعبة للسجناء.

واعتبر ممثل اللواء ريفي “أن الأوضاع السياسية الراهنة والأزمات الاقتصادية وعدم توفر المال اللازم شكلا العائق الأساس أمام إطلاق ورشة إصلاح السجون وأمام عدم قدرة الدولة على البدء بالإصلاح اللازم، وبرز دور الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني في السعي لتحسين الواقع الصعب ولو بإمكانيات محدودة ومنهم جمعية دار الأمل العاملة بشكل أساسي في سجن نساء طرابلس، والتي نتوجه إليها بالشكر رئيساً ومديرة وأعضاء ومتدخلات في السجن”. كما وجه الشكر إلى الجمعيات والمؤسسات المشاركة (مؤسسة الصفدي ودياكونيا،…)، داعياً الجميع إلى التحرك والضغط في سبيل تحسين أوضاع السجناء في لبنان والإسراع ببناء سجون تكون بالفعل مراكز إصلاح وتوجيه وتأهيل وليس مراكز اعتقال. وختم مثنياً على السجينات اللاتي تابعن هذه الدورات ونلن الإفادات، منوهاً بالجهود التي بذلنها والثقة بالنفس والتصميم على بدء حياة جديدة مختلفة، داعياً الخريجات إلى المثابرة والعمل الدؤوب لتطوير معارفهن وأخذ العبر لمنع الوقوع مجدداً في الخطأ بعد خروجهن من السجن. 

كلمة السجينات

ثم تحدثت زينة باسم زميلاتها السجينات، مركزة على حقوق السجين ومطالبه: فالسجين له الحق بالمحافظة على كرامته. وعددت جملة مطالب: الخدمات الصحية والأدوية ووجود طبيب دائم وممرضات في السجن، زيادة كمية الغذاء وتأمين الحاجيات الخاصة لأن العديد من السجينات ليس لديهن من يواجههن، تسريع المحاكمة وعدم التوقيف لعدة سنوات إلى أن يصدر الحكم، تفعيل المعونة القضائية لتأمين محامين للأشخاص الذين يعانون صعوبات مالية، وترحيل الأجانب الذين أنهوا أحكامهم منذ أشهر عدة بما يساهم في تخفيف مشكلة الاكتظاظ  في السجن”. وختمت: “فنحن نعاني عدة صعوبات على الرغم من سعي الجمعيات إلى تأمين العديد من احتياجتنا”.

… وشهادة حية

وكانت شهادة حية من السجينة سحر التي تدربت في معظم الدورات آملة إحداث فرق في حياتها “وهو ما لمسته فعلياً. فالدورات تفيدنا في تهدئة أعصابنا والاستفادة من الوقت الضائع وبعد الخروج من السجن لتامين عمل والحصول على مردود مادي”. أضافت: “في دورة الخياطة تعلمت الكثير وتعلمت تصليح الثياب، والاجمل كانت طريقة معاملتنا من قبل المدربات، فهن لا يعاملوننا كسجينات، بل كن يشعرننا بأننا من نفس المستوى، كما ان ادارة السجن كانت تشجعنا دائماً لمتابعة الدورات”. وقالت: “وفي دورة الكمبيوتر حصلنا على نتائج ايجابية، فتعلمنا الطباعة والمحاسبة، خاصة أن جميع المؤسسات الآن بحاجة الى من يتقن الكمبيوتر”، واقترحت “تنظيم دورة تمريضية لما قد تعطينا من توعية ومعلومات مفيدة”.

واختتم الحفل بتوزيع الشهادات على النزيلات المتدربات الناجحات في الدورات التي ستظل مستمرة لتخريج دفعة جديدة من السجينات. تلاه افتتاح المعرض الإنتاجي من صنع المتدربات، وكوكتيل بالمناسبة.

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *