الرئيسية » تحت الضوء » تل عرقة في عكار من اهم المواقع الأثرية في المشرق.. البعثة الفرنسية تواصل التنقيب والمطلوب انشاء متحف للمكتشفات

تل عرقة في عكار من اهم المواقع الأثرية في المشرق.. البعثة الفرنسية تواصل التنقيب والمطلوب انشاء متحف للمكتشفات

تل عرقة الأثري 

 

 

 

 

منذ أن استأنفت بعثة الآثار الفرنسية لتل عرقة أعمال التنقيب في العام 1992، وهي تركز في عمليات التنقيب على إزاحة طبقات الأتربة الكثيفة عن العصور البرونزية في الجانب الغربي من التل حيث تتمركز في هذا الجانب أهم الآثار التي تعود إلى العهود الحجرية والحديدية والبرونزية مروراً بالفينيقية والرومانية والبيزنطية وصولاً إلى كافة الشعوب التي مرت بالمنطقة لا سيما العصر المملوكي والعرب.

وعرقة حسب رأي رئيس البعثة البروفسير جان بول تالمان هي أهم موقع أثري في المشرق العربي وأن تحت هذا التل يوجد ست طبقات أثرية.

ومنذ عدة سنوات تتابع البعثة حفرياتها في العصرين البرونزي القديم والوسطي حيث عمليات التنقيب في العصر البرونزي معالم المنازل البرونزية والطرقات والقصر الملكي اضافة الى أدوات برونزية والكثير من الفخاريات.

وفي العصر البرونزي الاوسط تم تظهير سور المدينة ومنزل كبير مع مخازن أعدت لتخزين القمح وتحت مدينة العصر البرونزي الاوسط عثر على مقابر أطفال تضمنت حوالي عشرين قبراً حيث دفن الأطفال في جرار فخارية كانت تعد خصيصاً لدفن الأطفال.

هذا العام بدأت البعثة أعمالها في العصر البرونزي القديم ما بين ثلاثة آلاف ق.م. وثلاثة آلاف ق.م. ويتألف هذا العصر من ثلاث طبقت في حين بلغت الحفريات في العصر البرونزي الأوسط إلى حقبة 2500 ق.م. ومن المقرر أن تستمر هذه الأعمال للوصول الى العصر الحجري الحديث.

والواضح أن أعمال التنقيب تقع على مكتشفات تعتبرها البعثة هي من أهم الكنوز الأثرية في العالم والتي يتوقع لها أن تحدث انقلاباً في كثير من المفاهيم التاريخية. والكثير من الفخاريات التي يعثر عليها يعمل فريق البعثة على إعادة تشكيلها وترميمها بطريقة هندسية أثرية فائقة الدقة. ولوحظ العثور على المئات من الجرار الفخارية بأحجام مختلفة.

زائر التل الأثري في عرقة يلاحظ اليوم هذه الورشة التي تعمل لمدة شهرين في كل عام، ويجري العمل ببطء شديد حرصاً على المكتشفات واللقى الأثرية وعلى معالم العصور وقد ظهر جيداً بقايا معالم الطرقات بين الأبنية وصولاً الى القصر الملكي، لكن حتى الآن لم تفتح المدينة أمام الزائرين حرصاً على الأعمال باستثناء زيارات محدودة وخاصة وفي نطاق ضيق وبعد الاستحصال على إذن رسمي.

أما السؤال المطروح، لماذا لم ينشأ حتى الآن في هذا التل متحف يضم كافة المكتشفات واللقى من تماثيل وأعمدة وأدوات وجرار متنوعة وغير ذلك من الاكتشافات التي يتم التكتم الشديد عليها؟ وهذا بات من الممكن إنشاء هذا المتحف نظراً للمكتشفات الكثيرة أم ان هذه المكتشفات يتم نقلها فوراً الى باريس حسب العقد الموقع ما بين هذه البعثة والمديرية العامة للآثار!!.. حيث حدد العقد بتسعين عاماً، منذ العام 1973.

تساؤلات أخرى حول هذا التل الأثري ففيه نشأت المدينة الرومانية التي لعبت دوراً تاريخيا في منطقة المشرق العربي وفيها ولد أحد أهم أباطرة الرومان هو الإمبراطور الكسندر سفيريوس نحو 205 أو 208 ميلادية وحكم روما من 222 إلى عام 235 ميلادية.

والمعروف أيضاً أن في هذا التل طبقات تعود الى العصر النيوليتي “الحجري” من سبعة آلاف إلى 6500 ميلادية.

وفي عمليات تنقيب سابقة تم اكتشاف مدفن من العصر البرونزي الأوسط يعود تاريخه إلى 1900 ق.م. ويحتوي على نعش خشبي لمحارب والى جانبه سيف وخنجر وحربة من البرونز وثلاث جرار فخارية ولم تكشف محتوياتها وحينها تم نقل هذه المكتشفات إلى المتحف الوطني حسب ما قيل..

ويعتقد أن هذا المدفن تعرض للاحتراق بسبب إنشاء فرن من الفخار فوقه مما أدى إلى احتراق النعش الخشبي وعظام المحارب وتشوهات قليلة في القطع الحربية.

إن محيط عرقة البالغ ما يقارب 40 هكتاراً هو محيط أثري بامتياز وضمنه المدينة الرومانية التي لا تزال تحت الركام وجرى أكثر من مرة الدعوة لاستملاك هذا المحيط الأثري ومنع الزحف العمراني إليه حرصاً على هذا التل الذي أثبتت كل الدراسات أنه أهم موقع أثري في المشرق.

للمزيد من الصور اذهب الى موقع صور | صدى عكار

شاهد أيضاً

الجماعة الاسلامية ممتعضة من استبعاد مرشحيها في «الشمال ــ2»

دموع الاسمر بات الحديث في المجالس الطرابلسية عن اربع لوائح تصدرت المشهد الانتخابي في دائرة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *