الرئيسية » أخبار محلية » رسالة الفصح من المطران منصور
وجه المتربوليت باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس رسالة الفصح لهذا العام وقال فيها: هوذا العيد آتٍ وصخور القبور ترفض أن تنقلع ليخرج النور الى العلن، وصخور

رسالة الفصح من المطران منصور

 

 

وجه المتربوليت باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس رسالة الفصح لهذا العام وقال فيها:

هوذا العيد آتٍ وصخور القبور ترفض أن تنقلع ليخرج النور الى العلن، وصخور أخرى تدفن تحت ركام ثقلها آمالاً انتظر الناسُ إنبعاثها. وللقيامة معنى وجودٍ في دنيا المراقي هذه، أن يتحرَّك الناس دائماً نحو الأفضل متساندين بكل ما يملكون من إمكانيات. يعطي الوضع المشتهى هذا للمحبّة نوابض ودوافع لكي تجعل القيامةَ واقعاً معاشاً لا ذكرى يُتغنى بها فقط. وتحصل العودة الى النبع حيث لم يستطع أحد أن يفسد أو يلوّث.

ولنا في تأكيدات الذين خبروا القيامة والمحبّة المتولِّدة منها أن القيامة المعاشة على الأرض هي وسيلة نقل روحيّة، دائمةَ السير، طالما أن مستخدمها يستقي من معين الكلمة الإلهية لا من معين الكلمات المبعثرة هنا وهناك على ساحات المصالح الشخصيّة والاستغلالية.

وما يصح عن علاقة الفرد بالقيامة، يصح فيه القول والفعل فيما يخص المجتمعات. لو كانت مجتمعاتنا تؤمن إيماناً حقيقياً بالله! أما كان كل واحد في البلد سنداً للآخر في عملية الترقي نحو الأفضل. لو كانت القيامة بمعانيها دستورَ العلاقات الاجتماعية! أما كانت الخصومات قد زالت وعاش الناس والبلد بما فيه بدون هم أو غم. هذه هي البشرى التي أوصى بها الناهض من بين الأموات ربنا يسوع المسيح “أن أحبوا بعضعكم بعضاً” وفي المحبة كل معاني القيامة وامكانية عيشها وبدونها وبدون تجسيدها يبقى كل واحد، كل طائفة، كل حزب، متقوقعاً في قبور أنانياته ومصالحه الضيّقة، لا يستطيع أن يعيش لا شركة ولا محبة. ولن يكون الخاسر واحداً بل الخسارة ستعمُّ على الجميع وسيبقى قبر الزمن بردمياته مطبقاً على النور، فكم يكون حينئذ الظلام كبيراً وكثيراً. ولن تستطيع البصيرة اقتفاء شرارات النور المبعثرة هنا وهناك في القلوب المشتاقة أن ترى الخير وقد عمّ الدنيا وأضاءها.

أيها الإخوة الأحباء كثر الذين يقولون وينبهون ويلقون الخطب الرنانة في شتى مجالات الكرامة والعزَّة والشرف والمكتبات قد ضاقت بما قيل. وسيقال الكثير ولم يتغيّر شيء (إلا ما أراده الله أن يكون نحو الأفضل). ولم نجد نفعاً للكلام الطيب الذي يبقى كلاماً طيباً بين الصفحات وطيات الكتب ولا نستثني من ذلك الكتب المقدَّسة والأعياد.

بشخص واحد تغيَّر معنى التاريخ واستقامت السبل وهُذِّبت المعاني لأنه عَملَ ودوَّن الناسَ ما عمل. هذا ما نحن بحاجة له، أن نسارع بأفعال المحبّة، لتُدوَّن الذكريات لا في الأذهان فقط بل وفي القلوب، طاردة منها كل ظلام ومفسدة، وسنجد أن كلَّ شيء صار جديداً بدءاً من إنساننا الى مجتمعاتنا ومعها سماؤنا وأرضنا. في ذلك إطلالات الملكوت الآتي. لا بل يصير “كما في السماء كذلك على الأرض” حيث يربض الأسد مع النعجة والأفعى مع الطفل. وتعمُّ بشرى الفرح ليجد الناس أن المائدة غنيّة لا ينقصها شيء، كما كان.

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *