الرئيسية » مختارات » ندوة عن زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان
البابا بينيديكتوس السادس عشر

ندوة عن زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان

قدت ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للاعلام، ندوة لتقديم زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر لبنان، المقررة بين 14 أيلول 2012 و16 منه، وللتحدث عن

البابا بينيديكتوس السادس عشر

حيثيات الزيارة الوطنية والكنسية وأهدافها وسياق التحضير اللوجستي لها وتقديم أعضاء اللجنة المركزية المنظمة.
شارك في الندوة السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا، ورئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، ورئيس لجنة تنسيق الزيارة المطران كميل زيدان، والمنسق العام الأب مروان تابت، ومدير المركز الكاثوليكي للاعلام المنسق الإعلامي للزيارة الخوري عبده أبو كسم، وحضرها أعضاء اللجنة التحضيرية وعدد من المهتمين والإعلاميين.

أبو كسم
بداية تمنى أبو كسم أن تكون الزيارة “بادرة سلام ينتظره هذا الشرق الذي يتمايل في ظل ربيع يزهر بفعل إرادة شعوب قررت أن تعيش بحرية وكرامة في ظل نظام عادل يحفظ حقوق الجميع”.

كاتشا
ثم تحدث كاتشا فقال: “تلقينا بفرح يوم الفصح المجيد الإعلان الرسمي من رئاسة الجمهورية اللبنانية ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان عن زيارة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان من الرابع عشر إلى السادس عشر من شهر أيلول”.
وأضاف: “تلبي الزيارة، التي هي في الوقت نفسه زيارة دولة وزيارة راعوية، دعوة وجهها الى قداسته فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومجلس بطاركة وأساقفة لبنان الكاثوليك. فهذه الزيارة تشدد وتدعم من جهة، العلاقات الممتازة القائمة دائما بين الكرسي الرسولي ولبنان، وتبرز، من جهة أخرى، التعاون بين الكنائس الكاثوليكية وروح الوحدة بين المسيحيين وتدعم الحوار والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في لبنان”.

وأشار إلى “أن هذه الزيارة تشكل أيضا فرصة لقداسة البابا كي يوقع الإرشاد الرسولي المنبثق من المجمع الخاص لأساقفة منطقة الشرق الأوسط الذي عقد في الفاتيكان خلال شهر تشرين الأول 2010، ويسلم نصه الموجه لكل المسيحيين إلى المرجعيات الروحية والزمنية وكل الناس أصحاب الإرادات الصالحة في المنطقة والعالم أجمع”.

واعتبر أن “لهذه الزيارة أبعادا متعددة: كنسي واجتماعي ووطني ومناطقي ودولي، نظرا الى الأحداث التي تطول المنطقة، وهي في صلب اهتمام العالم ثقافيا واجتماعيا وسياسيا”.
وقال: “يأتي الأب الأقدس كصديق لله وخليفة بطرس ليذكر الجميع بأهمية حضور الله في حياة كل شخص وليثبت المسيحيين في إيمانهم، ويأتي الأب الأقدس أيضا “كصديق للناس” ليذكرنا بأنه قدر لنا العيش معا وأن عيشنا المشترك مبني على نظرة حسن الجوار والتسامح مع الآخر.
وفي هذا الإطار، يأتي الأب الأقدس كحاج سلام (Pelerin de Paix) ليعلن ويعطي سلام المسيح القائم من الموت الذي قال للرسل: “سلامي لكم”. هذه الرسالة ليست موجهة فقط لرسله، بل للناس أجمعين من خلال شهادتهم. إنه سلام متجذر بالعدالة واحترام الآخر وكرامة كل إنسان أم الله والجماعة. إنه سلام يتحقق بالحوار وبروح المصالحة والغفران المتبادلين حيثما وجدت الجروح”.
ورأى “أن هذه الرحلة تشكل أيضا فرصة للبابا بينيديكتوس السادس عشر ليزور هذه المنطقة من العالم، العزيزة بوجه خاص على كل المسيحيين، فهنا ولد إيمانهم ويبقى. إنها أرض مقدسة بحضور المسيح ورسله الأولين، وهي أيضا أرض عزيزة على جميع المؤمنين من أبناء الديانات الموحدة. إنها أرض، بحكم ذاتها، تفرض إمكان “العيش معا” وتقاسم المصير الواحد”.

وتابع: “سوف يؤكد الأب الأقدس بحضوره ما لهذه المنطقة من العالم من مكانة وانتباه لديه، حين دعا إلى عقد مجمع لكل أساقفة الشرق الأوسط وزار عدة بلدان فيها (الأراضي المقدسة، الأردن، تركيا وقبرص). إننا ننتظر وصوله ببهجة ونعمل معا دولة وكنيسة محلية وسفارة بابوية منذ أشهر لتحضير هذه الزيارة الراعوية، لكنه يبقى هناك أيضا تحضير روحي مدعو كل مؤمن أن يقوم به بالصلاة فرديا وضمن جماعته”.

وأمل في “أن يعطي حضور البابا وكلامه دفعا جديدا للجميع، وخصوصا للبنانيين ليكونوا على مستوى دعوتهم، بلد رسالة للشرق كما للغرب، كما عبر عنها جيدا سلفه الراحل الطوباوي مار يوحنا بولس الثاني”.

وختم: “أنا متأكد من أن الأب الأقدس، الذي يحب كثيرا هذا الوطن، سيلاقي ترحيبا حارا جديرا “بالأهلا وسهلا” اللبنانية”.

المطران مطر
ثم تحدث المطران مطر عن أهمية الزيارة بالنسبة الى مسيحيي الشرق الأوسط، وقال: “يسعدنا أن نستقبل في هذا المركز سيادة أخينا المطران كميل زيدان وصحبه الكرام، وهو يحل هنا في بيته، بوصفه رئيسا للجنة التحضير لاستقبال قداسة الحبر الأعظم في زيارته التاريخية للبنان وللمنطقة، يوم عيد ارتفاع الصليب المقدس في الرابع عشر من أيلول 2012”.
وأضاف: “قداسته، وإن اختار لبنان ليأتي إليه ويوقع فيه الإرشاد الرسولي الذي سيوجهه إلى الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة وإلى ذوي الإرادة الصالحة من أهلها بكل أطيافهم وانتماءاتهم، فهو يزور عبر لبنان كل بلد من بلدان شرقنا العزيز. كما سيوجه من لبنان إلى جميع هذه البلدان إرشاده الرسولي معربا فيه عن محبته للجميع وعن أطيب أمنياته في سبيل تقدم هذه المنطقة وبناء السلام فيها على أسس متينة من العدالة واحترام حقوق الإنسان وتأمين مستقبل بشري زاهر لسكان كوكبنا الذي تحول إلى قرية كونية يرتبط كل أبنائها بمصير واحد”.

وتابع: “في العام 1997 بارك البابا الكبير الراحل يوحنا بولس الثاني أرض لبنان في زيارة تاريخية لبلادنا. ولقد وقع في زيارته تلك، الإرشاد الرسولي الذي أعطانا إياه على إثر السينودس الذي عقد في روما من أجل لبنان. أثناء تلك الحقبة من الزمن، كان لبنان يتعافى من محنة كبيرة أصابته وكادت أن تودي بآمال أبنائه بوطن سليم معافى يكون مرتع أحلامهم من جديد. وكان قداسته قد أطلق كلمة دخلت التاريخ من بابه الواسع عندما قال عن لبنان أنه “أكبر من وطن، وأنه رسالة للشرق كما للغرب في العيش الحر الكريم بين أبنائه مسلمين ومسيحيين”. وقد أعطى بعد ذلك لإرشاده الرسولي عنوانا هاما بثلاث كلمات هي، “رجاء جديد للبنان”. وبالفعل، فإن اللبنانيين تلقفوا هذا الإرشاد بحماس كلي وأجمعوا على قبوله كما لم يجمعوا على أي موقف آخر سواه على مدى أربعين عاما من تاريخهم الحديث. ولقد حاول أبناء لبنان أن يترجموا هذا الإرشاد في حياتهم فأصابوا في ذلك مزيجا من النجاح ومن الإخفاق، ما يضعهم جميعا أمام مسؤولياتهم تجاه نفوسهم وتجاه رسالتهم في المنطقة وفي العالم”.

وقال: “أما في العام الحالي، فإن قداسة البابا قد اختار لبنان لزيارته باسم كل دول المنطقة، ليطلق منه إرشادا رسوليا جديدا يقدمه إلى أبناء هذه الدول وبناتها، وذلك أيضا على إثر سينودس خاص بالشرق الأوسط عقد في روما في شهر تشرين الأول 2010، وشارك فيه بطاركة وأساقفة وكهنة وعلمانيون من كل بلدانه، كما حضر أعماله ممثلون عن الكنائس والأديان المختلفة إضافة إلى المسؤولين في الكرسي الرسولي. وكان هذا السينودس قد جاء بتوقيته وبمحتوى الأمور التي عالجها، أي تلك المتعلقة بوضع المسيحيين في الشرق وبرسالتهم داخل تاريخه وجغرافيته، وكأنه عمل نبوي يطرح قضية الوضع العربي العام قبيل أحداث بات يطلق عليها اسم “الربيع العربي”. لقد جاهر السينودس بضرورة وصول المسيحيين والمسلمين معا إلى وضع المواطنة المسؤولة عن الشأن العام وعن قيمه الإنسانية الكبرى، وبضرورة احترام حرية الضمير والعبادة لجميع الناس من كل مذهب ودين، وذلك إرساء لقواعد الحكم الصالح وتأمينا لدور إيجابي في المجتمع يقوم به جميع المواطنين بروح من المساواة والمحبة والاحترام المتبادل”.

وأضاف: “ها نحن اليوم، بعد كل ما طرأ على الدول العربية من متغيرات واهتزازات بلغت حد الأعماق، نتطلع بفارغ الصبر إلى تلقي هذا الإرشاد الرسولي ليرسم خطا واضحا في توجيه الكنيسة لمؤمنيها، وفي ظل ما يجري في المنطقة من أحداث. إننا نتألم مع جميع المواطنين، وبخاصة مع أخواننا المسيحيين الذين أصيبوا بأجسادهم وبأرواحهم في كل من العراق ومصر، والذين يهاجرون من المنطقة العربية بأعداد خطيرة. ونطالب لهم كما للجميع في هذا الشرق بكل الحقوق والواجبات. وفي الوقت عينه نقوم بكل تأكيد بفعل إيمان برسالتنا بين إخواننا المسلمين وبين كل الشعوب التي تمثل هذه المنطقة، معلنين عن تضامننا مع قضاياها العادلة ومع تطلعات أجيالها الجديدة إلى الحياة الحرة الكريمة وإلى السلام المبني على الحقوق المصونة أو المستعادة لأصحابها”.

وختم: “إن زيارة الحبر الأعظم للبنان وللشرق عبر لبنان، هي حدث روحي وإنساني يأخذ في هذه الظروف أبعادا تاريخية كبيرة. إنها زيارة تلاق عميق بين المسيحية والإسلام بما لهاتين الديانتين من قدرة على التعاون في سبيل خير المنطقة والعالم. وهي زيارة تطرح مواضيع المستقبل الذي ينتظر منا لا أن نتوقعه وحسب بل أن نبنيه أيضا بالإيمان الذي يقوينا وبالرجاء الذي يعمر قلوبنا وبالمحبة التي تطلق مكامن الخير عند الجميع”.

وانتقد المطران في الختام، نشر بعض الصحف الصادرة اليوم “بعض المقتطفات المزعومة من الإرشاد الرسولي”، وحض الإعلاميين على “توخي الدقة في نشر تلك المعلومات التي لا تزال ملكا لقداسته”.

المطران زيدان
ثم تحدث المطران زيدان عن “حيثيات هذه الزيارة الوطنية والكنسية وأهميتها، وعن أهدافها، وسياق التحضير اللوجستي لها”. وقال: “يستقبل لبنان في الرابع عشر من ايلول المقبل وحتى السادس عشر منه قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكية، وتأتي هذه الزيارة في مسار برنامج قداسة الحبر الأعظم الكثيف، لتأكد ما يمثله لبنان والشرق الأوسط من حضور مميز في تفكير قداسته وصلاته”.
وأشار إلى تشكيل لجنة مركزية لتنسيق الزيارة إثر اجتماع أصحاب الغبطة والسيادة رؤساء الكنائس الكاثوليكية في لبنان في شهر شباط الماضي، وهي تضم: المطران كميل زيدان، النائب البطريركي للشؤون الإدارية رئيسا، الأب مروان تابت منسقا عاما، والأعضاء: الخوراسقف وهيب الخواجه، الأمين العام لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، الأب خليل علوان، الأمين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، الخوري عبده بو كسم مدير المركز الكاثوليكي للاعلام، الخوري طوني ديب، الخوري شارل مراد، الأب هاني مطر، السيد ماكس زكار، الآنسة نايلة فياض. وقدم خلال الندوة الى المهتمين أعضاء اللجنة المركزية.

وقال: “لقد نيطت بهذه اللجنة المهمات التالية: التنسيق مع الدولة اللبنانية والوفد الفاتيكاني والسفارة البابوية لإقرار تفاصيل برنامج الزيارة والإعداد لها، الإشراف على التحضيرات اللوجستية لجميع الإحتفالات واللقاءات التي سيترأسها قداسة الحبر الأعظم ويشمل التنسيق والإشراف سبعة محاور، وهي: إستقبال قداسته ووداعه من الرسميين المدنيين والدينيين وما يرتبط بهما من تفاصيل بروتوكولية وأمنية، تحضير دليلين للزيارة: أحدهما راعوي وآخر تقني يشرحان سياق الزيارة الكنسي والتنظيمي، تحضير أماكن الإحتفالات واللقاءات وتشكيل اللجان الضرورية لذلك، تحضير تفاصيل الإحتفالات الليتورجية شكلا ومضمونا، وخصوصا القداس الإحتفالي في وسط العاصمة بيروت، إعداد الحملة الإعلانية والملفات الإعلامية، تحضير المطبوعات على أنواعها كافة وتنفيذها، وتأمين وإدارة مساهمة الكنيسة في أكلاف الزيارة”.

وأضاف: “لقد شكل عدد من اللجان الفرعية لنشاطات مختلفة، وبدأت هذه اللجان العمل منذ شهر تقريبا، فأصبحت اليوم في مرحلة متقدمة من مهمتها، ولا يزال بعضها قيد التشكيل تبعا لخارطة الطريق التي وضعتها لجنة التنسيق المركزية.
وأعلن بشكل رسمي عن إطلاق التحضير لزيارة البابا تحت شعار: “سلامي أعطيكم”، وعن إطلاق الصفحة الإلكترونية الرسمية الخاصة بالزيارة وعنوانها: www.lbpapalvisit.com

وأشار إلى أن المركز الكاثوليكي للاعلام، ممثلا بشخص مديره الخوري ابو كسم، يعاونه الأب خليل علوان، وبإشراف المطران بولس مطر رئيس اللجنة الأسقفية للإعلام، سيقوم بالتنسيق مع الإعلام.
وأعلن أن حصرية الإنتاج “الإعلاني والإعلامي، والتسجيلات والمنشورات، وكل ما يتعلق بالزيارة قد نيط باللجنة المركزية المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. وقد تم تكليف الأب مروان تابت والسيد ماكس زكار عضوي هذه اللجنة متابعة تفاصيل هذا الشق، كما تم توكيل محام لمتابعة جميع الأمور القانونية المرتبطة بالزيارة.

وختم: “إذ نتطلع بفرح ورجاء إلى زيارة قداسته لوطننا المتألم ولمنطقتنا المعذبة، ندعو جميع أبناء لبنان ومنطقة الشرق الأوسط عامة، والكاثوليك منهم خاصة، إلى إضاءة شمعة رمزية في منازلهم ودور عبادتهم، رافعين الدعاء الى الله من أجل السلام في قلوبنا وعائلاتنا وأوطاننا، مستعدين لاستقبال قداسته، الآتي إلينا حاملا مشعل السلام، مرددا كلام الرب: “سلامي أعطيكم”.

الأب تابت
وشدد الأب مروان تابت في ختام الندوة على “حصرية الإنتاج الإعلاني والإعلامي من صور وفيديو وأخبار باللجنة المولجة بتنظيم الزيارة، وعلى ضرورة تقيد ممثلي وسائل الإعلام بتوجيهاتها”.

شاهد أيضاً

صدور نتائج الناجحين في الاختبارات

دعت المديرية العامة لأمن الدولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامة في بيان “جميع الذين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *