الرئيسية » أخبار محلية » ندوة في مركز الصفدي الثقافي حول مضار التخدين وواقع قانون الحد منه ودور المجتمع المدني
أظهرت الندوة التي دعت إليها "مؤسسة الصفدي" بالاشتراك مع البرنامج الوطني للحد من التدخين وجمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)، والتحالف اللبناني للحد من التدخين والناشطون المستقلون (indYACT)، أن 3500 حالة وفاة يسببها التدخين في لبنان سنوياً، ودعت إلى إقرار اقتراح

ندوة في مركز الصفدي الثقافي حول مضار التخدين وواقع قانون الحد منه ودور المجتمع المدني

أظهرت الندوة التي دعت إليها “مؤسسة الصفدي” بالاشتراك مع البرنامج الوطني للحد من التدخين وجمعية حياة حرة بلا تدخين (TFI)، والتحالف اللبناني للحد من التدخين والناشطون المستقلون (indYACT)، أن 3500 حالة وفاة يسببها التدخين في لبنان سنوياً، ودعت إلى إقرار اقتراح القانون المقدم إلى مجلس النواب كما هو في أسرع وقت ممكن، وأخذ المبادرة من قبل البلديات في طرابلس وكل لبنان لاتخاذ قرارات جريئة لوقف التدخين، وتعاون المجتمع المدني في هذا الإطار.   

الندوة التي استهلت بالنشيد الوطني، وحاضر فيها ممثلون عن المؤسسات المذكورة، افتتحت بكلمة “مؤسسة الصفدي”، ألقتها مايا الغول التي رحبت بالحضور، ولفتت إلى “أننا، وانطلاقاً من أحد أهدافنا الرامي إلى تطوير مفهوم الصحة المجتمعية والحدّ من الأمراض والمشاكل الصحية، ونظراً للخطورة التي تشكلّها هذه الآفة على المجتمع وعلى الأفراد كحدّ سواء، نلتقي اليوم لنتعرّف أكثر على مدى خطورة هذه المشكلة وعلى دورنا كمؤسسات وأفراد في الحدّ من تفاقهما خاصة أنها أصبحت للأسف أمراً واقعاً في حياتنا الإجتماعية في لبنان”. وقد مثلت “المؤسسة” في الندوة، مديرة القطاع الاجتماعي د. سميرة بغدادي، بحضور ناشطين في المجتمع المدني وبلديات وأطباء وإعلاميين، وممثلين لمدارس وجامعات الذين شرحوا تجربتهم في محاربة هذه الآفة القاتلة.

وقد افتتحت الندوة بمداخلة للناشط البيئي والمدير التنفيذي لجمعية الناشطين المستقلين السيد وائل حميدان الذي تناول ما تم إنجازه فيما يتعلق باقتراح القانون المقدم إلى مجلس النواب والمتضمن الحد من التدخين وتنظيم صنع وتغليف ودعاية منتجات التبغ (كما عدلته لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية). ويهدف هذا القانون الى تحديد القواعد العامة التي ترعى حماية الأفراد من دخان التبغ، لا سيما استنشاقه غير المباشر استنادا الى حقوق الإنسان والحريات الأساسية، واحترام حق الإنسان في التمتع بأعلى مستوى من الصحة. ووضع تشريعات لحماية الأفراد من دخان التبغ لإبعاد الأمراض عنهم والمساعدة على إيجاد بيئة أكثر نظافة. بالإضافة الى تنظيم صنع وتغليف ودعاية وبيع منتجات التبغ. مع وضع عقوبة للمخالفين، وشدد على ان الإعلان يعتمد على عوامل جاذبة بين الرجل والمرأة، إضافة الى عوامل تأثيرية ودعايات تلفت النظر. كما تناول دور المجتمع المدني في الوصول إلى تشريع حول استخدام التبغ، معتبراً أن موضوع محاربة التدخين هو “عدالة اجتماعية” بالنسبة إلينا، لافتاً إلى أن القانون موجود حالياً في المجلس النيابي وأن لبنان الذي صدق على الاتفاقية العالمية للحد كم التدخين في العام 2004، لم يطبقها حتى الآن، وذلك بسبب تدخل وضغط شركات التبغ التي تعمل جاهدة على تأخيره وإضعافه. وشدد حميدان على أن المطلوب المنع الكامل للتدخين ووقف جميع أنواع الرعاية والدعاية للدخان وتحذير المواطنين من خطورته. لافتاً إلى الخرق الحاصل في لبنان للمادة 5.3 من القانون وأن التحدي الأكبر يكمن في الدفع لمناقشة القانون سريعاً في مجلس النواب في مهلة قصيرة بهدف تفعيله منعاً لإلغائه. وختم مشدداً على أن أهم ادوار المجتمع المدني هو مراقبة عمل شركات التبغ لأنها الخطر الأكبر على هذا القانون.

ثم تحدث مدير البرنامج الوطني للحد من التدخين ونائب مدير الاتحاد الدولي لأمراض السل والرئة وعضو اللجنة المكلفة دراسة القانون في مجلس النواب، الدكتور جورج سعادة، فعرض في مداخلته الإحصائيات عن مضار التدخين وأثره على المجتمع، لافتاً إلى اهمية تنفيذ قانون يحمي المدخنين وغير المدخنين، مشدداً على دور البلديات التي “يجب أن لا تنتظر إقرار القانون، بل أن تبادر بإصدار قوانين صارمة بمنع التدخين”. ولفت إلى تجربة بلدية ذوق مكايل في هذا الإطار حيث تحولت هذه الاخيرة إلى بلدية خالية من التدخين، وشجع بلدية طرابلس ان تحذو حذوها، مؤكداً الاستعداد لتقديم الدعم المعنوي والعلمي اللازمين، في سبيل إنجاح هذه التجربة وتعميمها. ولفت إلى اهمية التركيز على الدعم الديني في هذا الإطار. علماً أن الدول المجاورة للبنان (سوريا، مصر، الأردن، تركيا)، قد وضعت قوانين لمنع التدخين، باستثناء لبنان الذي على العكس زادت نسبة المدخنين فيه بشكل مخيف حيث يصل عدد الوفيات فيه سنوياً جراء التدخين إلى 3500.

اما المدير التنفيذي لجمعية حياة حرة بلا تدخين TFI المهندس جو سعيد، فقد استعرض للحضور تجربته العائلية والمريرة مع التدخين والتي أدت إلى خسارته والدته، وتأخر شقيقه في الدراسة بسبب مشاكله الصحية الناجمة عن التدخين من قبل والده، مشيرا الى أن “الجمعية تأسست سنة 2000 اثر وفاة المحامي انطوان كيروز لإصابته بسرطان الرئة، وهي عضو في اللجنة الوطنية لوضع خطة استراتيجية لمكافحة التدخين في لبنان. ودعا إلى توعية الشباب على الاضرار الصحية للتدخين والى حماية غير المدخنين، والى مساعدة المدخنين على وقف التدخين، وإلى قانون عصري يقضي بمنع التدخين في فترة سماح لا تتعدى الستة أشهر، نظراً لخطورة الامر. لافتاً إلى أن الدراسات العلمية تظهر أن حالات الوفاة من جراء التدخين موزعة على الشكل التالي: 80% للاولاد و35% للرضع و60% للشباب و35% للمرأة، كما أن ميزانية وزارة الصحة السنوية على الأمراض المرتبطة بالتدخين وصلت إلى 50 مليون دولار. وشدد على توعية المرأة اللبنانية ضد التدخين، خاصة أنها مستهدفة بشكل أساسي من قبل شركات التبغ وبالأخص من خلال الإعلانات. وعن القانون، لفت سعيد إلى أن اللجنة المصغرة المكلفة دراسة القانون تتضمن إضافة إلى النواب والدكتور جورج سعادة، مندوباً عن شركة التبغ الريجي، معتبراً ذلك خطأ كبيراً يجب معالجته. ونوه بتجربة وزارة الشؤون الاجتماعية التي تحولت إلى وزارة خالية من التدخين، داعياً الوزارات الأخرى إلى أن تحذو حذوها.

واختتمت الندوة بمداخلة لطبيب الأمراض السرطانية وعضو الهيئة الإدارية للتحالف اللبناني للحد من التدخين الدكتور مازن مفرج، الذي شكر لمؤسسة الصفدي استضافتها ودعمها، واستهل كلامه بالتأكيد أن التدخين يؤدي حتماً إلى الموت، لافتاً إلى أن “السيجارة” تحوي 99 مادة سرطانية، وان كل رأس “أركيلة” يحوي 30 إلى 40 سيجارة. وأن الدراسات أثبتت أن فيلتر الدخان يحوي مواد خنزيرية. وتمنى على الحضور تعميم المعلومات التي تلقوها من الندوة إلى مجتمعهم، لافتاً إلى حاجة ملحة في المجتمع للتكاتف ضد التدخين في لبنان، على أمل الوصول إلى ان تصبح “ثقافتنا خالية من التدخين”. وصحياً، لفت إلى أهمية الوعي لمكافحة التدخين الذي “يقتل بالتأكيد”، وتمنى لو ظل قانون منع المرأة من التدخين قائماً، في ظل ما يشهده بلدنا من ازدياد كبير في نسبة المدخنات في لبنان، خاصة أن خطر الإصابة بسرطان الرئة جراء التدخين لدى المرأة أكبر من الرجل. لافتاً إلى أن التدخين يؤدي إلى ما نسبته 90% حالات سرطان الرئة، والثلث موتى من السرطانات، والخمس من امراض القلب. وتخوف من خطورة الامر لدى الشباب اللبناني حيث 60% منه يدخن وسيموتون في عمر العطاء، وبالتالي خسارة الوطن لعناصره الشبابية. وعدد شارحاً بالصور للأشكال المخيفة من الأمراض التي يتسبب بها التدخين، إضافة إلى خسارة المال والوقت، داعياً إلى قرار شجاع في هذا الخصوص، وإلى توحيد الجهود لإلغاء أسباب التدخين ودور المجتمع المدني في عملية التوعية.    وكانت مداخلات واستفسارات قيمة من المشاركين تخللتها قصيدة “راب” قدمها ممثل جمعية فنون متقاطعة براق صبيح حول آفة التدخين وأهمية الوقاية منها وتجنبها.

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *