الرئيسية » أخبار محلية » عبد الكريم الشعار يحي افطار البلمند
استهل رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم نشاطات بيت الرئاسة في الجامعة بافطار رمضاني جمع فيه الهيئة التعليمية والادارية للجامعة. وشارك فيه الفنان عبد الكريم الشعار

عبد الكريم الشعار يحي افطار البلمند

عبد الكريم الشعار
عبد الكريم الشعار

استهل رئيس جامعة البلمند الوزير السابق ايلي سالم نشاطات بيت الرئاسة في الجامعة بافطار رمضاني جمع فيه الهيئة التعليمية والادارية للجامعة. وشارك فيه الفنان عبد الكريم الشعار الذي أعلن حلول موعد حلول الافطار بأن أذن بصوته الرخيم.

بعد الإفطار توجّه سالم بكلمة ترحيبية موضحًا فيها معاني الصوم وضرورة تلاقي المسلمين والمسيحيين لمواجهة تحدّيات المستقبل. وقال:

” البلمند، هي جسر يجمع بين محيطَي الكورة وطرابلس. وجامعة عالمية الاتجاهات والتوجهات، ذلك لأن الأرثوذكسية، التي تنطلق منها، عالمية الأبعاد والآفاق.

أما الأرثوذكس، وكما علّمنا البطريرك إغناطيوس الرابع، فيعرِّفون عن أنفسهم، ويعرِّفون عن دورهم من خلال تواصلهم مع الآخر وتفاهمهم وتحاببهم، وبالأخص عندما يكون هذا الآخر هو الشقيق المنبثق من المنبع ذاته، والمستسلم بكليته للاله الواحد الأحد. بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي، تفاعلٌ دينامي منذ فجر الإسلام. وبين المسيحيين والمسلمين في لبنان، إلزامٌ إلهي، وخلقي، وكياني لبناء لبنان الجديد حضارة مستقبلية نموذجية في مشرق الإلهام والإبداع هذا. أما عن المستقبل اللبناني، فنستلهم، بوحي من المسيحية والإسلام، سلوكًا يستند إلى نظرة تضامنية عريقة وجريئة بين مكوّنات هذا الوطن وما يوحّدها على الصعيد الروحي.

وأضاف: أنا كأرثوذكسي من عمق أعماق الكورة، ورغبة مني في مزيد من التعرّف على ذاتي الأخرى في وطني، قرّرت التخصّص في الدراسات الإسلامية، والتعمّق في النصوص الإسلامية وفي الحضارة العربية-الإسلامية التي كانت، لما يزيد على ستة قرون، الحضارة العالمية بامتياز في كل الحقول ولاسيما العلمية منها. هذا التراث العربي ـ الإسلامي، الذي ساهمت المسيحية العربية فيه إسهاماً كبيراً، هو الأساس الذي يجب الانطلاق منه نحو المستقبل، لا ذاك التراث الذي يشدّنا إلى الوراء. فالتاريخ حركية مستمرة. والتحدّي الذي يواجهنا اليوم هو كيف نكون في المقدّمة فاعلين ناشطين، لا في المؤخّرة مجرّد متذكّرين متلكئين.

وتابع: صحيحٌ أن الأنبياء عاشوا قي قرون غابرة، وتواصلوا مع الله، منهم إليه ومنه إليهم، ولكن صحيحٌ أيضاً أن الله معنا، وهو فوقنا وأمامنا، وأن التواصل معه لا ولم ينقطع، وأن التاريخ سيحاسبنا على ما فعلناه على ضوء ما أوحي إلينا. كمسيحي عربي، تشدّني السور المكية في القرآن الكريم، وهي سور في أعلى درجات البلاغة، وفي أسمى مستويات الروحانية. أما القرآن الكريم في كليته، فهو بحر واسع لا حدود له، نغوص فيه لنكتشف المادة التي ننطلق منها لأي إقلاع إنساني حضاري كبير.

وقال: نقرأ في سورة البقرة أن القرآن أنزل “هدىً للناس” (سورة البقرة، الآية 185). والسؤال هنا: مَن يتفهّم الهدى؟ مَن يجتهد؟ مَن يُرشد؟ مَن يقرأ؟ ثم نقرأ في سورة العلق: “اقرأ باسم ربك الذي خلق”؟ (سورة العلق، الآية 1) فالسؤال ليس فقط “من يقرأ؟”، بل الأهم هو “كيف” يقرأ: “اقرأ باسم ربّك”، أي ليكن كل شيء تقرأه أو تفعله هو باسم الرب، وتحت الورع الإلهي، وعلى ضوء إرادة الخالق؛ وهي إرادة لا يمكن أن تؤخّر مسيرة تطوّر الإنسان وارتقائه أو تعرقله. فكل ما نقول وكل ما نفعل يجب أن يكون على ضوء الأكبر والأعمق والأمثل. وهذا ما يحثّنا عليه شهر رمضان المبارك. شهرٌ ميّزه الله بليلة القدر الذي “أنزل فيها القرآن” (سورة البقرة، الآية 185). القرآن قدس رمضان، ورمضان يختصر، بمسلكيته، أركان الدين، ويدل على طريق الخلاص. يفرض علينا رمضان الاجتهاد، الجدية، التعمّق في الوجود، التطلع إلى ما وراء الآفاق، يفرض علينا تخطّي الذات، القفز فوق الحواجز، التسلق إلى الأعلى، إلى الأكمل، إلى الأجمل، إلى مقاربة الحق ومواجهته وجهاً لوجه. وإذا كانت الشهادة إعلاناً واعتزازاً، فالصوم مسلكٌ وطريقٌ وسُلَّمٌ. وإذا كان الصوم يستدعي الإمساك عن الطعام، وعن الكلام المألوف، وعن البزخ والتلهي، فلأن الإنسان مدعوٌ إلى الترفع فوق المألوف، فوق المستلزمات الجسدية وحاجات العيش اليومية، لبلوغ ما هو أعلى وأبقى وأعمق. كلنا معرّضون للانزلاق نحو الأسفل، نحو العادي السهل، حتى نصبح واحداً من العامة، نفكّر فكرَ العامة، نقلّد أساليب العامة ونرتاح لضياع أنفسنا وفرديتنا في جمهرة نردّد ما تردّد ونعظّم ما تعظّم ونتلهى بما تتلهى هي به. الصوم خلوةٌ مع النفس، جوعٌ للمعرفة، تعطشٌ للماء الحقيقي الذي لا ينضب. لنتأمّل قليلاً في تلك اللحظة الحاسمة من التاريخ عندما خاطب الله محمدّا فانتشله من بين جمهرة أصحابه وأقربائه، وأعتقه من معتقدات قريش، وأعلنه “شاهداً ومبشّراً ونذيراً”. لقد شدّه الله نحوه… وبشيء من العنف. كلّمه أولاً كرجل عادي، ولم يسمّه باسمه بل اختار له العادي من التسميات كي يرتفع في ما بعد إلى ما هو فوق العادي. خاطبه بـ “يا أيها المدّثر قم فأنذر” (سورة المدّثر،الآيتان 1 و 2)، وخاطبه بـ “يا أيها المزّمل قم الليلَ إلاّ قليلاً” (سورة المزّمل، الآيتان 1 و 2) . لماذا؟ لأننا “سنلقي عليك قولاً ثقيلا” (سورة المزّمل، الآية 5).

الفعل الفعَّال في هاتين السورتين ليس “المدّثر” ولا “المزّمل”، بل فعل الأمر “قم”: إنه الفعل الفصل بين الجهاد والقعود، بين الحياة والموت، بين الشيء واللاشيء.

بعد فعل الأمر هذا، اتضح أنه لا يستوى القَعَدة بالمجاهدين. عندما أمره “قم”، استوعب الرسول معنى الأمر، أي: استفق من نومك، لا تلفلف نفسك بما تظن أنه يؤمّن لك الدفء. تحرّك، تحمّل المسؤولية التي سألقيها عليك، جاهد في سبيلها، اجتهد في شرحها للناس، تفرّد عن العامة، وحرّر نفسك من الأساطير التي تتحكم بأهلك وقبيلتك. قف بورع أمام الخالق، وأنظر إلى ما هو وراء مظاهر الأشياء، إلى معنى في التاريخ، وحاول الخوض فيه لتحوّله من دوامة للجهل إلى وسيلة ارتقاء يقارب الحقّ الآتي من فوق.

وختم: وليُسمح لنا في رمضان أن يؤدي بنا الصوم إلى الإمساك عن الكلام المألوف والمبتذل، والتلهي بالقشور واجترار ما نسمعه ليل نهار منذ أشهر وسنين، وأن نصغي بخشوع إلى صوت صارخ من فوق ينتشلنا من حالة الرتابة، واليأس، والقعود، والاتكال على الغير؛ صوتٌ يقول لنا “قم، تحرك، تغيّر، افعل، تحمّل مسؤولياتك”، صوتٌ يحمّلنا “قولاً ثقيلا” كي نبني وطناً، نوحّد صفوفاً، ونعيّن لنا هدفاً كبيراً ندخل به التاريخ بعد طول غياب”.

وبعد أن أنهى الرئيس كلمته، صعد عبد الكريم الشعار والمنشدين المرافقين له إلى المنصّة وانشدوا الأناشيد الرمضانية، ومنها: “يا طير وين مروّح”، “طلع البدر علينا”، كم بعثنا مع النسيم سلاما”، “لأجل النبي”، و”طلع البدر علينا”. كان تجاوب الحضور ملفتًا لدرجة أنهم كانوا يردّدون خلفه معظم الأناشيد.

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *