الرئيسية » شعر ونثر » الى العزيزة جمانة
يا مدرسة اللغة العربية، لا أدري إذا كانت سترفدني هذه اللغة بالكلمات المناسبة، لعبر عما يعصف في وجداني من خلجات. أيتها الرسالة التي وجدت في شخصم تجسيداً ولا أبدع. تماهيت مع الرسالة التربوية ـ التعليمية، حتى صرت وإياها واحداً لا يتجزأ. فكنت حبراً يُخطّ على وريقات من لحمٍ،

الى العزيزة جمانة

 

يا مدرسة اللغة العربية، لا أدري إذا كانت سترفدني هذه اللغة بالكلمات المناسبة، لعبر عما يعصف في وجداني من خلجات.

أيتها الرسالة التي وجدت في شخصم تجسيداً ولا أبدع. تماهيت مع الرسالة التربوية ـ التعليمية، حتى صرت وإياها واحداً لا يتجزأ. فكنت حبراً يُخطّ على وريقات من لحمٍ، لتصقل إنساناً، رأيت فيه وجهاً من تجليات الله عزّ وجلّ.

أيتها الشمعة التي ما بخلت بنورها على طالب، طالما بقي في حناياها نفساً للاحتراق. معك وفيك عاينّا وفقهنا معنى البذل حتى الرمق الأخير. فكنت الشاهدة الأمينة الوضاءة، تهدي مُريد الحقِّ قويمَ السبيل.

أيتها العفيفة النقية الطاهرة، حسدتك الملائكة لِما فيكِ من خفّة ظلّ وإحساس مرهفٍ وقدرةٍ على اإصغاء وحضور مشعّ, سيبقى دويّ صمتك وهدوئك يتردّد في ردهات ضمائرنا، يُخلّع البالي من احكامنا المسبقة، ويشجّع العاتي من هممنا العالية.

أيتها المؤمنة التي ما كفرت ولا حتى تأففت أمام تجربتها، بل كنتِ مسلمةً لمشيئة ربك ربّك، خاضعة لحكمه، راجية مراحمه، تحيين من “حسنة هؤلاء الصغار” كما كنت دائماً ترددين.

فتحولت النقمة التي ألمّت بك الى نعمة رفعتك الى خالقك.

أيتها المدرّسة، المربية الفاضلة، لقد كنت وستبقين أبداً، بالنسبة لنا ولكل من عرفك، مدرسة للحب، والبذل والعطاء، للنقاء واإيمان والرجاء. ستبقى روحك بيننا. تشدّدنا، تثبتنا وتعضدنا في الأوقات الصعبة.

يا فقيدتنا، فقدناك، نفتقدك، وسنفتقدك كل يوم.

الخوري خالد فخر

شاهد أيضاً

امسية موسيقية في منيارة – عكار

قدمت فرقة “بيت الموسيقى” في جمعية النجدة الشعبية اللبنانية أمسية موسيقية من التقليد الموسيقي المشرقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *