الرئيسية » حكمت المحكمة » ومن الحب ما قتل

ومن الحب ما قتل

إن المغدور (ت.س) شاب اعزب من مواليد العام 1973، مهنته كانت في دهان السيارات، لذلك كان يتنقل في مناطق عديدة، لا سيما في بسكنتا لدى (ش.ت).

كان (ت.س) يقضي معظم أيام الأسبوع في العمل، يزور قريته في عطلة الاسبوع (بحنين ـ المنية)، وان طالت سهرته في طرابلس يببيت ليلته في فندق صاحبه (م.ح).

عرف عن المغدور أنه ميسور الحال، ولم تكن له علاقات نسائية، بل على العكس ثبت أن له ميول شاذة، حيث اعتاد ممارسة اللواط مع أصدقائه ومع أشخاص يجهلهم كان يلتقي بهم في حدائق طرابلس العامة.

المتهم (م.ع) هو شخص عاطل عن العمل، يجني المال من بيع الثياب المستعملة والنحاسيات في سوق الأحد. وقد اعتاد على ممارسة اللواط مع أشخاص يلتقي بهم في الحديقة العامة في الميناء، كما انه مدمن على شرب الكحول وتعاطي الحبوب المهدئة. وكان يمضي معظم وقته مع المتهمين (ف.ع) و (م.ح). والمعروف عن المتهم (ف.ع) أنه سيء الطباع ويمارس اللواط من لاخر. دخل السجن عدة مرات لارتكابه جرائم مختلفة. ومهنته نجار موبيليا، لكنه غالباً عاطلاً عن العمل يقضي معظم وقته في تعاطي الكحول والحبوب.

أما المتهم (م.ح) فهو صديق المتهمين المذكورين آنفاً، يتواجد معهما باستمرار ويتعاطى مثلهما، ويمارسون الجنس مع بعضهم. وكانا المتهمان يدسان بعض الحبوب في مشروب المغدور ليفقد وعيه ويتمكنا من سرقته.

بعد وقت نشب خلاف بين (ت.س) و(م.ع) على خلفية اتهام كل منهما للآخر بأنه لوطي، واشاعة الخبر بين الناس، فانقطعت العلاقة بينهما، واستمر هذا الحل أشهر عديدة.

أمن المغدور عملا لصديقه (ف.ع) في بسكنتا على أساس أن يتقاضى 15 دولار ولما اكتشف أن أجره هو 10 دولار ترك العمل بعد ثلاثة أيام، وساءت علاقته مع المغدور باعتبار أنه كذب عليه. وبعدها دخل السجن وبعد خروجه عاد وطلب من المغدور أن يؤمن له عملا فوعده خيراً.

بسبب الخلافات التي نشأت بين المغدور وصديقيه وبسبب حاجتهما الى المال اتفقا على استدراجه الى منطقة سقي التبانة، حيث كانوا يلتقون ويشربون ويمارسون اللواط، بهدف قتله وسرقته.

هذا، والقتى المتهمان بالمغدور واتفقا معه على شرب البيرة وممارسة اللواط قرب غرفة مهجورة، فأحضر (ف.ع) و (م.ع) معهما بندقية صيد غير مرخصة، وضعاها في كيس خيش وتوجها سيراً الى المكان المقصود وعملا على اخفائها بين الحشائش، ثم عاد الى منطقة التل بانتظار ساعة الانطلاق، مع الاشارة أنهما في طريق العودة اشترا سندويش فلافل.

اجتمع الثلاثة في الحديقة العامة للمنطقة، وشاهدهم حين ذلك المتهم (م.ح) وسمعهم يتفقون على الذهاب الى سقي التبانة، فانطلق أولا المغدور على دراجته النارية بعد أن اشترى ست عبوات من البيرة وبزروات وسبقهما الى المكان. في هذه الأثناء أعلما المتهمان (ف.ع) و (م.ع) المتهم (م.ح) أنه ينويان قتله وعرضا عليه مرافقتهما فرفض.

توجه المتهمان الى سقي التبانة مشيا على الأقدام، ولما وصلا شاهد المغدور يشرب البيرة، فانضما اليه. بعد وقت قليل، ابتعد المغدور عن المتهمين لقضاء حاجته، فاغتنما الفرصة ودسا له في المشروب بضعة حبوب، ولما عاد المغدور وتابع شرابه، شعر بارتخاء وعدم القدرة على التركيز،فطلب المتهمان منه خلع ثيابه وحذاءه، فنهض (ف) ومارس معه خلافا للطبيعة، وبعدما انتهى ذهب وأحضر البندقية.

بعد ذلك،جلس المغدور يرتاح، وما هي الا لحظات حتى عاد (ف) بالبندقية وبتشجيع من (م) أطلق عيارين ناريين باتجاه المغدور فأصابه بوجهه فقتله على الفورأقدم (ف) على سرقة المحفظة و (م) على سرقة الدراجة وتركا المكان وفيه جثة صديقهما والى جانبه ملابسه الداخلية وبعض عبوات البيرة.

خبأ (م) الدراجة النارية في مكان بقي مجهولا في منطقة السقي، كما خبأ البندقية في مكان آخر، واتجها مشيا على الأقدام الى نهر أبو علي حيث عملا على رمي المحفظة بعد أن أفرغها من المال. وفي اليوم التالي التقا بالمتهم (م.ح) وأخبراه بالتفصيل ما فعلاه وهدداه بالقتل ان أخبر أحداً بالأمر.

حمكت محكمة الجنايات في الشمال المتهم (م.ع) بالاعدام، ونظراً لظروف القضية خففت هذه العقوبة الى الأشغال الشاقةالمؤقتة مدة ثمانية عشر سنة.

شاهد أيضاً

نقابة بيروت في طرابلس مهنئة

زارت نقيب المحامين في بيروت أمل حداد على رأس وفد من النقباء وأعضاء مجلس النقابة، نقابة المحامين في طرابلس لتهنئة النقيب بسام الداية واعضاء المجلس بفوزهم بالانتخابات. بعد ترحيب من الداية والتأكيد على التكامل والتعاون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *